رجا القحطاني: لغتي كائنٌ حي

فن وثقافة

رجا القحطاني 861 مشاهدات 0


نحن  كالأيام  هذا  نازلُ
في  مدى  الدنيا  وهذا  راحلُ
ولغات  الناس في  أوطانها
باقياتٌ   وسواها    زائلُ
أمةٌ لم تجتمع في  لغةٍ
يتغشَّاها  ضياعٌ   شاملٌ
ويواريها عن الأحداث في
قبرها الحتميِّ عجزٌ قاتلُ
حين  تجفو  أمةٌ  مأثورها
مالها  من  كل أمرٍ  طائلُ
لغتي أنشودتي الأولي ومن
لحنها الكونيّ يشدو القائلُ
توأمي الفكريُّ عمراً لم يحلْ
بيننا  منذ  ائتلفنا  حائلُ
هي   مرآةٌ   لإنسانيتي
وهْي في دنياي صبحٌ ماثلُ
لغة  الضاد  كيانٌ  هائلُ
كائنٌ  حيٌّ  وسفْرٌ  حافلُ
وكفاها   صولجاناً   أنها
لغة القرآن وهْو  الكاملُ
وكفاها أنها   يسمو  بها
من فم الهادي حديثٌ فاضلُ
سحرها اللفظيُّ سحرٌ نافعٌ
إن حوتْ سحراً مضرًّا بابلُ
مطرٌ من مفرداتٍ إن همى
أثمر القول وزاد الحاصلُ
ثروةٌ  من لغةٍ  في  ذاتها
ليس فيها ثم لفظٌ خاملُ
وخمول اللفظ فيها طارئٌ
حين لايحسنُ قولاً جاهلُ
كالغيوم اجتمعت أحرفها
فإذا الأحرفُ معنى هاطلُ
يرسم  الشعرُ  بها  أقماره
فيلف  الأفقَ  ضوءٌ  هائلُ
وإذا الشعرُ مضى في بحرها
سكن الموجُ ولاح الساحلُ
أين نحن الآن من ينبوعها
جُلُّنا  الزاهدُ  فيه  الغافلُ
وكأن  الضادَ  ترثي  عرباً
أحجموا عن نطقها وثّقالوا
مابوسع  الجيل  يلغي  لهجةً
فهْمُه الفصحى خيارٌ عادلُ
ربما  غيّبها   من  قومها
وهَنٌ  باقٍ  ومجدٌ   آفلُ
أمتي أوغلتِ في اليأس فمن
أيّ بابٍ  منك يدنو الآملُ؟
أمتي ياسدرة  الماضي أنا
من همومي فيك غصنٌ ذابلُ

تعليقات

اكتب تعليقك