د.موضي الحمود: حوار مع كمبيوتر.. احنا وين.. والدنيا وين..؟!
زاوية الكتابكتب د. موضي الحمود ديسمبر 7, 2022, 11:18 م 1071 مشاهدات 0
حوار مشوق بيني وبين الكمبيوتر تم من خلال برنامج يعد من آخر مستجدات وروائع الذكاء الاصطناعي A1 أو الخوارزميات المتقدمة، وهو نظام المحادثات الذكي ChatGPT-3، ذلك النظام التكنولوجي المتطور الذي سيحدث ثورة في عالم المعلومات والتواصل.
سيتمكن الإنسان من التحاور مع جهاز الكمبيوتر في أي موضوع يرغب فيه، علمي أو اجتماعي أو سياسي، ضمن هذا البرنامج الذكي. لذلك، سألت جهازي عبره ماذا تعرف عن الكويت؟.. أجابني بصيغة إيجابية بأن الكويت دولة صغيرة معتمدة على نفطها وتجمع تحت سقفها مجموعات بشرية متعددة الجنسيات والمشارب يعيشون في سلام، تتمتع بنظام أميري ديموقراطي.. وعدد صفات أخرى مستفيضاً بإيجابيته، رددت عليه: جميل ما ذكرته أيها العبقري.. ولكن هل تعرف أكثر عن ديموقراطيتنا ومأزقها الذي نعايشه منذ سنوات؟
سكت ولم يجب.. ولا أدري هل سكوته هو ناتج عن نقص في معارفه ومعلوماته، أم هو تحرُّج عن ذكر ما يعتري ديموقراطيتنا من مثالب؟
سألته مرة أخرى، هل تعلم ما يشغل العديد من نوابنا أو بعضهم حتى من توسمنا فيهم التطور؟ وهل تعلم أن أقصى ما يشغل هؤلاء من قضايا هو منع ممارسة رياضة اليوغا، أو إزالة لوحة إعلان عن مطعم لم يسمع به معظم سكان الكويت، ويتصدى آخرون منهم لوقف نشاط رياضي وماراثون، أو إزالة مجسمات العرض من فاترينات المحال، أو إشغالنا بقضايا هامشية لا يشكل أي منها همّاً من همومنا الوطنية المتعددة؟
هل تعلم أيها العبقري الفذّ أنه في الوقت الذي يعكف العالم على تطوير قدراتك التكنولوجية لتساعد البشر إلى درجة تسمح لنا الآن بمحاورتك، فما زالت في بلدي مظاهر تخلف تحتاج إلى قوى قاهرة لتغييرها.. دع عنك مواكبة تطورك، إن معظم قومي ما زالوا مشغولين بالقضايا الهامشية في حين أنه ما زالت:
● هناك أجهزة حكومية تنجز أعمالها بالنمط البيروقراطي المُعَطِل نفسه، الذي يتيح مساحة أكبر لتغلغل فساد بعض الذمم على الرغم مما يتيحه نظام الحكومة الإلكترونية.
● وهل تعلم أن هناك مسؤولين وإدارات حكومية ترتعد من صرخة نائب أو تهديد جماعة أصولية حول ظواهر شاذة لا تشكل أي هم اجتماعي إلا لمن يدعي أنه حارس للفضيلة؟
● وهل تعلم أن هناك أموالاً تصرف من دون عوائد تنموية ملموسة لمطالبات ترغب في المزيد للصرف على الكماليات والاستهلاك المفرط؟
● وهل تعلم أيضاً أن دولتنا تصرف دعوماً لجميع المواطنين المحتاج منهم والثري وتشكو في الوقت نفسه من عجوزات الميزانية، وتوافق على مشاريع صرف لا تستند إلى أي أساس علمي أو إداري أو اقتصادي كبدل الإجازات من دون سقف أو حد وغيرها؟
أيها المارد الذكي والمتقمص بهيئة جهاز كمبيوتر، نرجوك أن تستمر في ذكر الجانب الإيجابي لديموقراطيتنا وتتناسى ما قلته لك من أمور أخرى.. فهذا الجانب يحتاج إلى جهود جبارة للإصلاح، لعله بدأ أولها وعسانا ندرك اكتمالها إن كتب الله لنا أعماراً، وإلا فهي أمانة نودعها في أيادي أبنائنا لخلق مستقبل ديموقراطيتهم بنموذج أفضل مما نعايشه نحن، وهذا الأمل بهم ولهم، ولعلك تسجل إن شاء الله مسيرة الإصلاح في ذاكرتك القوية لتصبح جزءاً من أجندتنا السياسية المنشودة.
تعليقات