الإغاثة النفسية.. مسعى إنساني كويتي يبلسم معاناة متضرري الكوارث والحروب
محليات وبرلمانديسمبر 5, 2022, 10:20 ص 156 مشاهدات 0
(كونا) -- تمد دولة الكويت أيادي الخير والرحمة عبر جمعيات وهيئات خيرية تعنى بإغاثة منكوبي الحروب والمجاعات والكوارث بشتى بقاع الأرض تاركة أثرا إنسانيا لا يمحى في مسيرة أعمالها الخيرية.
ومع كثرة الحروب والكوارث الطبيعية في العديد من الدول ازدادت وتيرة العمل الإغاثي الكويتي بجميع أساسيات الحياة الكريمة من المؤن والمواد الغذائية والكسوة ومواد التدفئة والخيام وصولا إلى إنشاء المدن المتكاملة من محال وموارد مياه ومصانع وغيرها بسواعد أهل الخير وبالتعاون مع وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية.
وإن توافرت المستلزمات المادية للرحلة الإغاثة يبقى هناك جانب مهم لابد من توافره يتعلق بالتأهيل النفسي والاجتماعي للأشخاص المتضررين من الحروب والكوارث التي تخلف آلاما وأوجاعا تنعكس سلبا على مسار حياتهم.
وبمناسبة اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام أكد رئيس الدعم النفسي في فريق (تراحم) الاستشاري عثمان العصفور لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين أن الإغاثة من الجانب النفسي والاجتماعي لا تقل أهمية عن الإغاثة ذات الطابع التقليدي واصفا إياها بأنها "تسير باتجاه واحد" نحو مساعدة ضحايا ومنكوبي الحروب.
وقال العصفور إن الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بادرت بتشكيل فرق تعنى بالإغاثة النفسية بعدما تلمست احتياج اللاجئين إلى أطباء واخصائيين للدعم النفسي والاجتماعي لاسيما بعد استقرار نازحي الدول المنكوبة وظهور أثر الأزمة على حياتهم.
وأوضح ان الفريق الإغاثي النفسي المرافق ل(تراحم) يضم تسعة أطباء واخصائيين يقدمون برامج الإرشاد والدعم النفسي والاجتماعي لقاطني المخيمات في ثلاث دول سنويا هي الأردن ولبنان وتركيا مبينا أن الفريق الكويتي تمكن من تدريب 30 متطوعا سوريا لمدة سبعة أشهر متواصلة ضمن برامج (المرشد النفسي) بالتعاون مع سفارات الكويت.
وأضاف أن من أولويات البرامج المقدمة إزاحة الأثر النفسي الناجم من صدمة الحرب وكيفية التكيف ومعالجة الاضطرابات النفسية مثل الخوف والتوتر وحالات الغضب لمجابهة المتغيرات جراء الوضع الراهن.
من جهتها قالت دكتورة الإرشاد النفسي في الفريق شريفة الخميس ل(كونا) إنه بعد معايشة أزمة لاجئي ونازحي الحروب في المخيمات تم وضع برنامج متعلق باحتواء الأطفال المتأثرين بالحروب وما يشوبه من انعكاسات نفسية عليهم.
وأوضحت الخميس أن البرنامج يساعد الأهالي على فهم اضطرابات الحركة لدى أبنائهم وما يصاحبها من نوبات الغضب والعزلة والخوف جراء سماعهم لأصوات القذائف والمدافع أثناء الحرب.
وأكدت أهمية العلاج النفسي للأطفال وذويهم من قاطني المخيمات خلال عملية الإغاثة معربة عن شكرها وتقديرها لمساعي أهل الخير والجهات الرسمية لإتمام الرحلات الإغاثية للدول المتضررة.
من ناحيته قال عضو الدعم النفسي بالفريق أحمد الرويح ل(كونا) إن التطرق للجانب النفسي في الاغاثة يعتبر من أهم الأمور الواجب توافرها بالرحلة الإغاثية.
وذكر الرويح أن آلية البرامج تخضع لعدة طرق منها ما هو موجه للمعلمين ويكون أكثر تكثيفا بهدف إيصاله للعامة فيما بعد وآخر موجه للأمهات يكون وسيلة لمساعدتهن على تجاوز الأزمة مبينا أنه شرع في تقديم برامج مخصصة للمعلمين وفئة الشباب دارسي الجامعات.
وأشار إلى نوعية البرامج التي تم تقديمها ومنها (المرونة النفسية) و(كيف تكون واثقا) و(طريقة التعامل مع المراهقين) وغيرها من برامج التأهيل النفسي والاجتماعي.
تعليقات