فايق عبدالجليل .. قالها قبل الغزو وطبقها أثناءه صادقًا مع نفسه

كتب: رجا القحطاني

"قال الشعر

شمس وتفَق

والحرف رايات وفشَق

واللي سكت مات وغرق"

أجلْ ياشهيد الوطن وشاعره المناضل الكبير فائق عبدالجليل، ناضلت  في داخل الوطن بالكلمات المزلزلة  تحث أبناء الكويت على الصمود والمقاومة وتبشر بقدوم فجر التحرير والخلاص من براثن المعتدين الآثمين ، كنت تدرك أنت ورفاقك الأبطال أنكم تقومون بعمل وطني يحمل مخاطرة كبيرة ،ورغم ذلك واصلت ومن معك من أحرار الكويت المقاومة بالكلمات المساندة للمقاومين بالسلاح ، تنتقلون من مكان إلى آخر تفادياً لعيون العدو ، أدركت قيمة أناشيد المقاومة رفعاً للروح المعنوية لدى الشعب الصامد ،ونجحت في ذلك، قدمت أنت ورفاقك الشجعان أرواحكم فداء للوطن، وكان بإمكانك الخروج منذ البداية ولا لوم عليك كمواطن مدني،

لكن الحس الوطني العالي في أعماقك دفعك إلى البقاء في وطنك ، وليس البقاء فحسب، بل قاومت بشئ أنت تجيده كل الإجادة - الشعر الوطني- وكان له الأثر الملموس في تماسك أبناء الوطن واستمرار المقاومة المسلحة، يافائق المجد صدقت حين قلت قبل احتلال وطنك:
"شمس وتفق
والحرف رايات وفشق"

شمس توحي إشراقتها بالأمل واقتراب الفرج.. وفشق- رصاص- يصبه الأبطال ضد الغزاة المعتدين، ورايات ترفرف بالنصر والتحرير.

نعم ،طبقت كلامك بصورة عملية،
وكنت صادقاً كل الصدق في شعرك الرائع
وحين قلت :
"واللي سكت مات وغرق"

أجلْ من يتخاذل عن الدفاع عن وطنه بالكلمة المعبرة أو بالرصاصة المدمرة فهو والميّت سواء ، يغرق في بحيرة الهوان، لكنك يافائق عبدالجليل  لم تمت ولم تغرق، ستظل سيرتك العطرة شعلة دائمة التوقد في ذاكرة الكويتين وفخراً من مفاخر الكويت وستذكرك الأجيال كشاعر قاتل الغزاة بالشعر الوطني إلى أن دفع حياته ثمناً سامياً من أجل الوطن ، إلى جنة الخلد أنت ورفاقك شهداء الكويت:

الصمت صافحني ونطق
قال وبكى
قال وشهق
واحد سرق
واحد تعذب واحترق
واحد جبينه ماعرق
وفي ناس ماتحلم ابد
وفي ناس ماتعطش ابد
وفي ناس ماتاكل خبز
وفي ناس ماذاقت مرق
الصمت كلمني بْحمَق
قال الشعر
شمس وتفق
والحرف رايات وفشق
واللي سكت مات وغرق
مستحي اكتب على اللوحه واطوف
مستحي
اقعد اسولف للضيوف
اعذروني
مغمض وعيني وتشوف
مااقدر اكتب
للقراطيس القديمه والسيوف
مااقدر اكتب
اعذروني
مستحي رغم الظروف
ورغم اشكال الدفاتر والحروف