8 ملاعب مبتكرة مستعدة لاستقبال منافسات مونديال قطر 2022 مزجت بين الموروث الشعبي والحداثة

استعدت قطر لاستقبال منافسات بطولة كأس العالم بثمانية ملاعب يتمتع كل منها بإمكانيات مميزة وفريدة من نوعها، لاستضافة الفرق المشاركة وجماهير مونديال 2022 من مختلف أنحاء العالم.

وتترقب جماهير كرة القدم نسخة مختلفة من البطولة التي تقام لأول مرة في العالم العربي والشرق الأوسط من 20 نوفمبر الجاري حتى 18 ديسمبر المقبل.

وقامت قطر بتشييد 8 ملاعب ذات تصاميم مبتكرة مزجت بين الموروث الشعبي والحداثة، حصلت جميعها على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة «جي ساس»، بتصنيف 4 أو 5 نجوم.

و«جي ساس» هي منظومة اعتمدها الاتحاد العالمي لكرة القدم «فيفا» لضمان تلبية البنية التحتية الخاصة بالبطولة لمجموعة من المعايير البيئية الصارمة، بحسب تقرير لوكالة الأنباء القطرية «قنا».

وشيّدت الملاعب حتى تكون صديقة للبيئة، وتتمتع في الوقت ذاته بوسائل تكنولوجيا التبريد بالطاقة الشمسية للحفاظ على درجة حرارة معتدلة.

وتتميز بطولة كأس العالم في قطر بأنها واحدة من البطولات الفارقة في تاريخ المونديال، فهي النسخة الأولى التي تقام مبارياتها على ملاعب متقاربة جغرافياً بشكلٍ يمكّن الجمهور من متابعة أكثر من مباراة في اليوم الواحد.

وبحسب «اللجنة العليا للمشاريع والإرث» الموكلة بتنظيم مشاريع مونديال قطر، سيترك المونديال إرثاً عالمياً يضع معايير جديدة على صعيد تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى في المستقبل.

فجميع الملاعب صمّمت لتكون صديقة للبيئة مع إمكانية التحكم بدرجة الحرارة داخلها، كما تتمتع بعناصر قياسية سيعاد تشكيلها بعد البطولة، لتصبح تراثاً دائماً لكأس العالم 2022.

وبعد انتهاء المونديال، سيتم تفكيك حوالي 170 ألف مقعد، ومنحها إلى الدول النامية لإنشاء 22 ملعبًا بسعة مقاعد تتراوح بين 20 إلى 25 ألف مقعد.

استاد خليفة الدولي

يأتي ملعب خليفة الدولي في مقدمة ملاعب قطر كونه الملعب الوطني لدولة قطر، وأول ملاعب مونديال قطر 2022 جاهزية، ويتسع لنحو 40 ألف مشجع، كما استضاف منذ افتتاحه أول مرة عام 1976 العديد من البطولات البارزة.

أعيد افتتاحه في مايو 2017، باستضافته نهائي النسخة 45 من بطولة كأس الأمير لكرة القدم، وسيستضيف 8 من مباريات المونديال المرتقب.

ملعب البيت

شُيد في مدينة الخور بتصميم يحاكي «بيت الشعر»، وهي الخيام التقليدية للبدو.

وسيستضيف المباراة الافتتاحية بين منتخبي قطر والإكوادور، إلى جانب عدة مباريات لاحقة آخرها من الدور نصف النهائي.

ويتسع لـ60 ألف متفرّج، وستسهم مظلة سقفه بتعزيز عمل تقنيات التبريد والحفاظ على درجة حرارة مريحة.

وافتتح المعلب رسمياً بمهرجان فني وكروي ضخم في 30 نوفمبر 2021، بمناسبة استضافته مباراة افتتاح بطولة كأس العرب 2021 بين منتخبي قطر والبحرين.

وبعد انتهاء المونديال، سيتحوّل إلى فندق 5 نجوم ومركز تسوّق وصالة ألعاب رياضية وصالة متعددة الأغراض.

ملعب لوسيل أكبر ملاعب المونديال

هو درّة ملاعب المونديال وأكبرها من حيث الطاقة الاستيعابية التي تبلغ 80 ألف مشجع.

ويتميز بأنه سيستضيف المباراة النهائية للبطولة، التي تتزامن مع الاحتفال باليوم الوطني القطري.

واستوحي تصميمه من الفانوس العربي، ويعكس النقوش على الأواني والقطع الفنية التي تميز الوطن العربي والإسلامي.

وبعد انتهاء المونديال سيحوّل استاد لوسيل إلى وجهة مجتمعية تضمّ مدارس ومتاجر ومقاهي ومرافق رياضية وعيادات طبية.

ملعب 974

أول ملعب قابل للتفكيك بالكامل في تاريخ كأس العالم لكرة القدم، أخذ اسمه من الـ974 حاوية شحن التي شيّد منها، كما يمثل هذا الرقم الرمز الدولي للاتصال بقطر.

وتهدف فكرته إلى تأكيد التزام قطر بوضع الاستدامة دائماً في الاعتبار عند التفكير بأكبر المشروعات.

ويتسع لأكثر من 40 ألف مشجع، كما استُخدمت في تشييده وحدات بناء من الفولاذ المعاد تدويره، مما قلل كمية النفايات الناتجة عن أعمال البناء.

وافتتح باستضافة أول مباراة رسمية في 30 نوفمبر الماضي في منافسات كأس العرب 2021، وسيستضيف 7 من مباريات المونديال.

وبعد انتهاء البطولة، سيعاد استخدام الحاويات والهيكل لإنشاء مرافق تطل على الواجهة البحرية، بالإضافة إلى مركز حيوي للأعمال.

ملعب الجنوب

يقع جنوبيّ مدينة الوكرة على بُعد 18 كيلومتراً من مدينة الدوحة، وتبلغ سعته الاستيعابية 40 ألف مقعد.

واستوحي من أشرعة المراكب التقليدية القطرية احتفاءً بتاريخ الوكرة العريق كمركز للصيد والبحث عن اللآلئ.

ويمتاز بسقف قابل للطيّ، ما يسمح بتظليله بالكامل وتخفيف حدة أشعة الشمس، الأمر الذي يسهم في رفع كفاءة نظام التبريد.

افتتح في 16 مايو 2019، باستضافته نهائي النسخة 47 من نهائي كأس الأمير لكرة القدم، وسيستضيف مباريات في المونديال من دور المجموعات ودور الـ16.

ملعب أحمد بن علي

هو صرح يحاكي الصحراء وكثبانها، تم تشييده في منطقة «أم الأفاعي» على مشارف الصحراء، وهي إحدى أعرق المدن القطرية وموطن نادي «الريّان» الرياضي.

يتسع لـ40 ألف مشجع، وتم الإعلان عن جاهزيته في 18 ديسمبر 2020، لدى استضافته نهائي النسخة 48 من كأس الأمير لكرة القدم.

وسيستضيف 7 من مباريات المونديال، وسيتمكن المشجعون من زيارته عبر مترو الدوحة.

وبعد انتهاء البطولة، سيصبح مقرّ نادي الريان، وقد تم استخدام أكثر من 80 بالمئة من مواد البناء من الاستاد الأصلي الذي كان يشغل الموقع نفسه.

ملعب الثمامة

يقع في أحياء الدوحة الجنوبية، على بُعد دقائق من مطار حمد الدولي، ويتسع لـ40 ألف متفرّج.

ويشكل أيقونة معمارية عربية متميزة من إبداع المهندس القطري إبراهيم الجيدة، اختير التصميم باعتباره قاسماً ثقافياً مشتركاً بين العرب، استوحي من القحفية التقليدية أو الطاقية التي يلبسها الرجال والأطفال في الوطن العربي.

وأعلن عن جاهزيته في أكتوبر 2021، لدى استضافته نهائي كأس الأمير لكرة القدم، وسيستضيف 8 من مباريات المونديال.

ملعب المدينة التعليمية

يقع وسط عدة جامعات ذات مستوى عالمي في مركز قطر العالمي للتميز المتمثل بالمدينة التعليمية، ويتسع لـ40 ألف متفرّج.

ويتناغم تصميمه الحديث مع الهندسة المعمارية الإسلامية التقليدية، ويحاكي بهندسته شكل ماسةٍ تتلألأ بحسب حركة الشمس.

وسيستضيف 8 من مباريات المونديال، وسيتحول بعد ذلك إلى وجهة رياضية وترفيهية لمنتسبي المدينة التعليمية.

وينطلق مونديال قطر 2022 في 20 نوفمبر الجاري، بمباراة الافتتاح بين منتخبي قطر والإكوادور على ملعب البيت، في أول مونديال كروي يقام في الشرق الأوسط والعالم العربي.