مبارك الدويلة: رأي في مناحة النائبة جنان

المناحة، واللطم، والتحلطم، تعبيرات عن تكرار الشكوى من الشيء، أو تعبيرات عن الغضب من الحدث.. والنائبة الفاضلة جنان رمضان، منذ قدومها مرة اخرى لقاعة عبدالله السالم كررت سالفة (استجواب التجار وشركات المقاولات) أكثر من مرة، في محاولة لتكريس نظرة ساذجة لطريقة إزاحتها في استجواب النائب السابق عمر سيد طبطبائي، وأنها ضحية دفاعها عن المال العام ومواجهة الفاسدين الذين يقفون خلف استجوابها كما تزعم.

ويبدو أنها صدّقت مقولتها التي صدّقها العامة معها، لذلك فوجئت عندما شاهدتها في جلسة مجلس الأمة الأخيرة وهي تعرض أسماء الشركات التي ادعت أنها أوقفتها عن العمل وجرى إرجاعها بعد إبعادها في الاستجواب من قبل ما أسمتهم، المتنفذين من التجار.

لا أريد أن أفصّل كثيراً في مقولتها كي لا نكبر قضيتها وفق مثل عامي مشهور، فالجميع يعلم ان معظم هذه الشركات رجع بأحكام قضائية وظهور براءتها من كل التهم التي ثبت في ما بعد الأحكام أنها كانت جائرة والتي حاولت الوزيرة جنان آنذاك أن تغطي بها تقصير وزارتها، لكن الله كان بالمرصاد، فانقلب السحر على الساحر، وجرى تقديم استجواب لها على أعمالها في وزارتها، وكانت صدمتها عندما تقدم عشرون نائباً معظمهم من المعارضة السياسية في ذلك المجلس بطلبين لطرح الثقة بالوزيرة جنان رمضان.. ويعتبر هذا أول استجواب في تاريخ الحياة السياسية الكويتية تتم خلاله إقالة الوزير المستجوب من على المنصة. لذلك ما ان علمت الوزيرة بتقديم طلبين لطرح الثقة حتى بادرت بإعلان استقالتها، وهي تحصيل حاصل، وتبرير ضعف موقفها بأنها تواجه تجار الشركات، وتناست أن مقدمي طلبات طرح الثقة نواب المعارضة الوطنيون وليسوا نواب الحكومة الذين عادة ما تحوم حولهم الشبهات. والغريب أن النائبة الفاضلة لم تجد ما تطرحه في نقاشاتها الا المناحة على ماضيها الحزين والتباكي على طريقة اقالتها من على منصة الاستجواب، حتى انها عندما أرادت أن تظهر بمظهر النائبة التي تجيد الرقابة وتحسن المحاسبة للوزراء وقعت في مطبات عدة، ولعلنا سمعنا اتهامها لوزير النفط ورد الوزير الملا عليها رداً مفحماً، وكذلك عندما تعرضت لوزير الإعلام بالتشكيك بالذمة المالية سمعنا رداً مجلجلاً للوزير المطيري كشف فيه سطحية الاتهامات غير المبنية على أسس صحيحة، وسمعت أن وزيرة الأشغال تعدّ تصريحاً للرد على سيل الاتهامات الموجهة إليها من النائبة المحترمة.

أقوى تعليق سمعته على حديث النائبة عن تجار الشركات: (وين كنتِ عن تجار المقاولات لما كنتِ وزيرة سنوات عدة؟ والا ما عرفتِ عن وجودهم الا بعد تقديم طرح الثقة؟!)

والله لولا أنها كررت هذه السالفة أكثر من مرة منذ دخولها لمجلس الأمة لما اعدت طرحها اليوم في زاويتي بـ القبس.

البصمة وخدمة 25 سنة

سمعنا عن صدور قرار بإعفاء من لديهم خدمة تجاوزت 25 سنة من البصمة للدوام. فإن صدق ذلك فهذا قرار سليم ومستحق، فمن قضى ربع قرن في خدمة وظيفته وكان حسن السيرة طوال هذه المدة يستحق اعفاءه من البصمة تقديراً لخدمته وعطائه ومراعاةً لظروف سنه ومعيشته، فكلما تقدم الانسان بالعمر احتاج الى تبسيط حياته وتسهيل معيشته.