بدر خالد البحر: الخميني و«الشيطان الأكبر».. و«تزوير الجنسية»

زاوية الكتاب

كتب بدر خالد البحر 3396 مشاهدات 0


وهو ما حدث بالفعل، فبعد إسقاطها العراق 2003 تهاوت تلك الحكومات واحدة تلو الأخرى، فأميركا تحالفت مع دول ومعارضة مسلحة، فككت الصومال والسودان إلى دويلات، ودعمت إسرائيل وإيران لاحتلال لبنان بوكالة «حزب الله»، وبدأت بإسقاط النظام السوري، وفشلت في سيطرتها بتدخل روسيا، وكان لها دور بارز بإطاحة القذافي، ولم تتوقف عند الدول السبع فحسب، بل امتدت أذرعها لإسقاط أنظمة أخرى. 

إلا أن الأميركان اعتقدوا بسهولة إسقاط ملالي إيران، كما أسقطوا الشاه الذي يصادف اليوم إعلانه للأحكام العرفية قبل أربعة وأربعين عاماً لقمع تظاهرات مؤيدة للخميني أطاحته، ولكنهم مستمرون لتحقيق ذلك بدعمهم الحالي للتظاهرات في الشارع الإيراني. 

أما المفارقة فهي «تحالف الأعداء»، وأبرزها تمويل الرئيس ريغان لصفقة أسلحة لإيران عام 1986 فيما عرفت بفضيحة «إيران كونترا»، مقابل إطلاق سراح أميركان محتجزين في لبنان، وبعد عقدين ونصف العقد حاول باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون 2011 إعادة ترسيم الخليج بسياسة «العنوان الواحد»، لتسيطر دولة منفردة على الخليج، فسلموا العراق لإيران بعد انسحابهم وحاولوا دعم تدخلها في البحرين من خلال التظاهرات لولا صمود درع الجزيرة.

إن هذا التحالف المشبوه يجعلنا متأكدين أن المعلومات الاستخباراتية، التي أشار إليها مصدر أميركي الأسبوع الماضي عبر «سي إن إن»، لهجوم إيراني وشيك على السعودية ما هو إلا تهديد أميركي جديد للمملكة بعد رفضها طلب الرئيس بايدن زيادة إنتاج النفط في آخر زيارة له للسعودية.لقد أكد سمو ولي العهد، أثناء مشاركته في قمة الجزائر على أن العلاقة مع إيران ترتكز على احترام القانون الدولي وعدم التدخل بالشؤون الداخلية واحترام السيادة وحسن الجوار وحرية الملاحة، ورفض المساس بسيادة الدول.

رسالة نقول فيها إن حاضر إيران وتاريخها غير المريحين مع دول الخليج من احتلال وتفجيرات وزعزعة أمن، كان للكويت نصيب منها في الثمانينيات، وآخرها خلية العبدلي المجرمة! لهما أكبر دليل على عدم جدوى التعاون مع النظام الإيراني الحالي، الذي تحالف لضرب دول الخليج مع ألد أعدائه وهي أميركا صاحبة تاريخ عدائي حديث ولأكثر من مئتي عام، لم تدع فيه نزاعاً إلا وأثارته أو ديموقراطية إلا وأطاحتها، حتى إنها ورطت أوروبا في نزاعها مع روسيا مضحية بأوكرانيا، وكأن الخميني آنذاك تنبأ ببغيها، وأعلن يوم أمس من عام 1978 بأن أميركا هي «الشيطان الأكبر».

***

في ديسمبر 2019 أقامت مجموعة الثمانين ندوة للوزير الحالي بدر الملا، شاركنا فيها بمداخلة وجدناها صدفة على اليوتيوب، طالبنا حينها بوقف ما يسمى تجنيساً، ومنها زوجة الكويتي، لآثاره السلبية، وأشرنا إلى تزوير الأربعمئة ألف جنسية، وتساءلنا عن مصير 62858 منها، قدمت صفاء الهاشم ملف تزويرهم لوزير الداخلية بمجلس 2014، حيث سجن بسببهم سبعة أشخاص لعشر سنوات! وتطرقنا إلى الملايين التي تنفق حسب إحصائيات الجهاز المركزي على «البدون» في التعليم والصحة والتموين والوظائف، بل والعلاج بالخارج، وهم مخالفون للقانون مقابل وافدين ملتزمين به ولا يحصلون على أي شيء من ذلك.

ثم تأتينا الآن جمعية المحامين الكويتية تطالب بإلغاء الجهاز المركزي للبدون، رغم كونه صمام أمان للهوية الكويتية بكشفه المزورين والجناسي الأصلية لأكثر من %90 منهم، غير أن ما يثير سخطنا جميعاً مطالبات بعض أعضاء بمجلس الأمة بتجنيس «البدون»، بما يخدم مصالحهم، وتجاهل إنجازات الجهاز المركزي، في الوقت الذي أنيط بهم ترتيب أولويات من قام بانتخابهم من المواطنين، وتطهير البلاد من الجنسيات المزورة أولاً قبل فتح موضوع التجنيس، الذي لن يسمح به الشعب الكويتي، وبالأخص تصحيح خطيئة مجلس 2019 الذي رفض بشكل مريب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في قضية «تزوير الجنسية».

***

بوجود الخطر الجيوسياسي الذي ذكرناه آنفاً، الذي قد يمحونا من الخريطة مرة أخرى، يأتي بعض أعضاء مجلس الأمة بأولويات فاقدة الأهلية. 

***

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي.

تعليقات

اكتب تعليقك