رجا القحطاني: اعتبار التراث كائناً ميتاً إنكارٌ للتاريخ

فن وثقافة

رجا القحطاني 1136 مشاهدات 0


بقلم: رجا القحطاني

لاشك أن تراث الأمة بما ينطوي عليه من أعراف متوارثة وآداب متعددة، وأشكال فولوكلورية، هو بمثابة مخزون ثقافي ينمّ عن عراقة أي أمة وقوة تأثيرها في مسار التاريخ ، وحجم موقعها الحضاري بين مختلف الأمم. فالتراث صدى الماضي ، والسيرة الذاتية للشعوب بما يتضمنه من أوجهٍ إيجابية وأخرى سلبية، وليس هناك أمة إلا وتعتز أيما اعتزاز بمكتسباتها التراثية وخاصة الأكثر إشراقاً فيها. وحتى الدول المتقدمة حضاريا وصناعيا تحترم تراثها ، وتجسد ذلك في حياتها المعاصرة.

خذ مثلاً - الراحلة إليزابيث ملكة بريطانيا المتقدمة كانت تستقبل الحكام مستقلةً العربة الملكية التي تجرها الخيول في مشهدٍ ماضويٍّ مهيب باتجاه قصر بكنغهام.

ويتجلى احترام الأمة لتراثها وماضيها في إنشاء المتاحف التاريخية ،وحفظ المخطوطات ، والمؤلفات الإبداعية أدباً وفنًّا وتاريخا، فضلاً عن احتفائها بمبدعيها الراحلين وبصورة مستمرة.

إن الاعتداد بالتراث الوطني لايعني الرجوع إلى الوراء وتعطيل عجلة الزمن، مادام هناك عمل متواصل في مواكبة الحاضر، ونظرة واثبة نحو مشارف المستقبل.

فالتراث ليس كائناً ميتاً مثلما يتشدق البعض بقولهم : لماذا ندرس الأموات؟! ، بل إن التراث   وهو جزءٌ من التاريخ اتصال روحي وزادٌ معرفي يمنح الأمة مساحة أوسع في طلب الرقيِّ والتقدم.

تعليقات

اكتب تعليقك