د. هند الشومر: الاستثمار في البشر

زاوية الكتاب

كتب هند الشومر 384 مشاهدات 0


أكثر أنواع الاستثمار ربحاً وعائداً هو الاستثمار البشري، حيث إن البشر مستقبل الوطن والمجتمع، وهناك بعض الدول التي ليست لديها موارد طبيعية ولكنها تستثمر في إعداد البشر منذ مراحل الطفولة المبكرة في الصحة والتعليم وجميع المجالات حتى يصبح الاستثمار مجزيا بعد فترة من الزمن، ولكن في حالة عدم الاهتمام بالبشر وإعدادهم، فإن هذا العنصر من عناصر التنمية والقوى البشرية يكون خارج المعادلة.

إن إعداد رأس المال البشري وتنميته يجب أن يكون من خلال برامج واضحة المعالم وتلتزم بها الحكومات ضمن برامج عملها وتستعد للمحاسبة عليها، فإن مواجهة تحديات الاقتصاد يكون بتوفير رأس المال البشري، فهو الرصيد المتزايد ومرتفع العائد ويبدأ من الطفولة المبكرة، ومن ثم كانت أهمية اليوم العالمي للطفل الذي يُحتفل به في شهر نوفمبر من كل عام بناء على قرار منظمة الأمم المتحدة، وهو مناسبة ليست فقط للطفل ولكنها دعوة للاستثمار مرتفع العائد في رأس المال البشري، وهو استثمار مجز يفوق عائده أي استثمار آخر في الاقتصاد، ولذلك فإن الدول المتقدمة تهتم بأن يكون ملف رعاية الطفل تحت الإشراف من أعلى مستويات الجهاز التنفيذي، لأنه ملف مستقبل الأمة وأملها الواعد.

ومنذ عام 1954، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون يوم 20 نوفمبر مناسبة عالمية لإعلان حقوق الطفل ويكون يوما عالميا للطفل ويحتفل به العالم وتطور بعد ذلك إلى الحديث عن اتفاقيات حقوق الطفل وما تقدمه الدول من خدمات لرعاية الأطفال ضمن الأطر الدولية والاتفاقيات التي صادقت عليها الدول وأصبحت المراجع للتشريعات الوطنية ومبادرات حماية حقوق الطفل في الحياة والصحة والتعليم وغيرها من الحقوق الأساسية.

إن الأطفال هم أزهار المجتمع، ويجب التركيز في يوم الطفل العالمي على أهمية الطفل والاهتمام به فهو المرتكز الذي عليه سيتم بناء الأمة، وفي هذه المناسبة يجب تعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين الأطفال في جميع دول العالم وتسليط الضوء على الرفاهية التي يتمتع بها الطفل وجميع الحقوق الواجب توافرها ليكون مستقبل الأطفال مثمرا ويكون الطفل قادرا على العمل على نهضة البلاد وتطورها بما يعود بالنفع عليه وعلى الوطن ويضمن بناء شخصيته الإيجابية البعيدة عن كل السلبيات التي يفرضها انعدام الحقوق.

تعليقات

اكتب تعليقك