د. هند الشومر: التخطيط للفشل

زاوية الكتاب

كتب هند الشومر 416 مشاهدات 0


لا أقصد وضع عنوان يدعو إلى الإحباط والتشاؤم، ولكن قصدت إلقاء الضوء على مشكلة إدارية تعرقل أداء المشاريع وبرامج التنمية وتؤدي بها إلى الفشل وكأن الفشل مخطط له إذ إن بعض المسؤولين ليس لديهم خطط أو برامج عمل محددة الأهداف والغايات والمسؤوليات ويعملون بأسلوب رد الفعل، وهو أسلوب غير علمي ولا توجد آلية أو مؤشرات للمحاسبة بالرغم من التوجيهات من الجهات العليا الواضحة بالمحاسبة عن أي تأخر بالإنجاز ولكن أحيانا تكون المحاسبة انتقائية ولا تشمل الجميع في غياب أهداف وغايات واضحة ضمن خطط واضحة المعالم.

أما إن كان المسؤول لا يستطيع وضع خطة العمل وأن يحدد الأهداف والغايات فإنه يجب على جهة العمل أن ترتب له دورات تعليمية مكثفة لأن المسؤول أو جهة العمل بدون خطة واضحة ومنشورة بشفافية فإن ذلك يعني التخطيط للفشل والفساد الإداري وهو بوابة الفساد المالي الذي يعصف بأي آمال وأحلام في التنمية والتطوير.

ويجب أن تهتم كل جهة بحق المعرفة للمجتمع وألا يتردد أي مسؤول عن الإفصاح عن الخطط بشفافية كاملة بشرط ألا تكون ضمن خطط الأمن الوطني أو تقع ضمن الخصوصيات ويجب على وسائل الإعلام أن تجتهد لنشر الخطط ومؤشرات متابعتها ليقوم المجتمع بدوره.

ويجب أن نعمل جميعا حتى لا ينتشر التخطيط للفشل، حيث إنه جائحة أخطر من كورونا وتستحق التصدي لها من الجميع ولا يمكن قبول استمرار مسؤول في موقعه إذا كانت مهاراته وخبراته هي التخطيط للفشل الذريع.

إن المقصود من هذا العنوان هو التحذير من تداعيات التخطيط للفشل الذي يعصف بخطط التنمية ويفقد الثقة في معنى التخطيط وأهميته لأي مؤسسة أو مسؤول في أي موقع يشغله.

فماذا لو أفصح كل مسؤول عن خططه وبرامجه وإطارها الزمني بكل شفافية وموضوعية إن كانت لا تدخل ضمن الأمن الوطني أو الخصوصية.

إن الخطط والبرامج هي ملك للشعب ومن حقه أن يتابعها وأن يحاسب على إنجازها وتحقيق أهدافها وغاياتها والاطمئنان إلى النجاح بنشر معدلات ومؤشرات الإنجاز بكل شفافية وموضوعية.

ولذلك يجب اختيار المسؤولين الذين لا يخططون لأي فشل ويسعون إلى تحقيق الإنجازات والتنمية الشاملة في جميع المجالات لتطوير الوطن والنهوض به.

تعليقات

اكتب تعليقك