يوسف عبدالرحمن: ثروتك.. عطاؤك!

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 407 مشاهدات 0


لذة العطاء تكمن في أثره، ومن جربه هانت عليه كل نقود العالم!

إذا كانت الثروة حبل الضعفاء فإنها أيضا عصا الشجعان الذين ينفقون ما في اليمين ما لا تعلمه الشمال!

في الحياة عاصرت وعاشرت مستويات مختلفة من الناس أغنياء ومتوسطي دخل وفقراء، وبين هذا وهذا وهذا مسافات في التفكير، خاصة في العطاء الخيري، فهناك من يعطي عطية من لا يخاف الفقر! وثان يحسبها بدقة، وثالث لا يفكر لأنه بالأساس «قحطه»!

قالوا: الثروة ثلاثة أنواع: مال إذا عرفتم كيف تتصرفون فيه سيتضاعف من جيل إلى جيل، وعلاقات تحميكم من غدر الزمان وتقلب الأيام، وسمعة تحول التراب إلى ذهب!

تبقى الحقيقة: الإنسان السوي القنوع يكون غنيا بعدد الأشياء التي يستطيع الاستغناء عنها!

واعلموا حقيقة أزلية أن الذي يضاعف الثروة يضاعف الهموم، خاصة الذي يكنز المال ولا يعطيه مستحقيه فلا زكاة ولا صدقات، ولا يعرف لذة العطاء!

نظرة في ديننا القويم تجد أننا في حقيقة الأمر مؤتمنون على هذا المال الذي يدخل جيوبنا، ولهذا أُمرنا بالزكاة والصدقات حتى تمارس توزيع المال، رغم أنه مقدم على البنين في القرآن الكريم، يقول تعالى: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) سورة الكهف آية: 46.

٭ ومضة:

الثروة والمال والفلوس والجاه هي (مغناطيس) جاذب تصعب مقاومته، والفقر بغيض لا يمكن حصاره أو عزله وأنت وحظك وسعيك، قد تمر بالفقر والحاجة أو تكون ميسورا، وهنا عليك أن تفكر بالمال ألف مرة حتى لا تكون في خانة الذين يكنزون المال، قال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليهم في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) التوبة: 34 - 35.

٭ آخر الكلام:

في هذه الدنيا.. القناعة كنز لا يفنى، وتبقى الحقيقة الواضحة الجلية لا ثروة كالعقل!

يقول الشاعر حافظ إبراهيم:

فلا يحمد الإثراء حتى تزينه

بعلم وخير العلم ما كان مرشدا

٭ زبدة الحچي:

تعلمت في حياتي القناعة والرضا، ومارست شتى أنواع العطاء حتى بالقول اللين والمواساة وجبر الخواطر، لأن هذا أيضا عطاء إنساني رفيع المستوى تمارسه قلة من البشر، لأنهم يعرفون أثره على الناس!

لذة العطاء في الحياة أن تعطي المحتاج من مالك دون تردد ومما تحب!

تذكروا دائما ان لذة العطاء بوابة الإنسانية، فيا عزيزي القارئ، أنفق ولا تتردد، فما تقدمه هو الباقي لك في رصيد الآخرة.

يقول الشاعر:

من كان ذا مالٍ كثير ولم

يقنع فذاك الموسر المعسرُ

الفقر في النفس وفيها الغنى

وفي غنى النفس الغنى الأكبرُ

اللهم اجعلنا ممن يمارسون لذة العطاء ويتمتعون بغنى النفس.

وتبقى الحقيقة: العطاء يحتاج إلى نفس وروح معطاءة، ولعل هذا ما يميز الشعب الكويتي الكريم عبر التاريخ.. نترحم على الأموات جميعا، وربي يجازي الأحباء المنفقين العمر المديد في صحة وعافية.. اللهم آمين.

.. في أمان الله.

تعليقات

اكتب تعليقك