مشعل السعيد: إن اللبيب بالإشارة يفهم

زاوية الكتاب

كتب مشعل السعيد 391 مشاهدات 0


اللبيب هو اللماح سريع الفهم ومدرك الأمور وراجح العقل، والمثل يتحدث عن النباهة والذكاء والألمعية، وهو مأخوذ من قول الشاعر العراقي معروف عبدالغني الرصافي:

إشارتنا في الحب رمز عيوننا

وكل لبيب بالإشارة يفهم

والأصل «وكل لبيب بالإشارة يفهم» وها نحن اليوم في الكويت دخلنا في مرحلة جديدة، مما يجعلنا نقول لا بد من تدبر وتأمل خطاب سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، واللبيب يفهم الإشارة التي تضمنها خطاب سموه في مجلس الأمة، وما لنا وما علينا، وما نريده ونطمح له ونتمناه نحن أبناء الكويت من السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، ولا يكون ذلك إلا بالتعاون المثمر وتضافر الجهود وتقديم مصلحة الكويت على كل مصلحة.

وكلنا رجاء وأمل أن نسير قدما نحو النجاح بإذن الله، وليس هذا الأمر بصعب مادام أمام أعيننا مجلس أمة جديد ومجلس وزراء جديد، ووجوه جديدة نشطة وواعدة ومبشرة بالخير من الوزراء والنواب، نتمنى لهم التوفيق والنجاح والسداد، وخدمة الوطن والمواطن، تحت إشراف مباشر من قيادتنا الحكيمة الرشيدة، التي تخاف الله فينا وتضعنا أولوية قصوى، ولله الفضل والمنة، فماذا بعد هذا الخطاب التاريخي والمميز لسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد؟

هذا هو السؤال المنطقي والمستحق في هذا الوقت، وهو من الأهمية بمكان، وليس ثمة رد مناسب لهذا الخطاب والدعوة الصادقة سوى حي على الفلاح، لقد خاطبنا سموه بكل وضوح وصراحة وشفافية خطاب الأب الحاني على أبنائه وإخوته، المحب لهم، والحريص على مصلحتهم، ورسم لنا من خلاله خارطة طريق واضحة من سار على نهجها واستمسك بها كانت عروته الوثقى، وحبله المتين، وطريقة إلى السداد والنجاح، وهذا يعني تحقيق طموحات الشعب الكويتي وتطلعاته وآماله، ومن انحرف ومال عنها فهو الخاسر كائنا من كان.

وحديث سموه يدعو إلى العمل والجد والاجتهاد في خدمة الكويت بعيدا عن الشعارات الزائفة التي لا تغني ولا تسمن من جوع، وقد فتح الباب على مصراعيه للنقاش والحوار والأخذ والرد بكل أريحية مع أعضاء مجلسي الوزراء والأمة كل على حدة، وقال ما يمليه عليه ضميره تجاه الوطن والشعب ولم يقصر حفظه الله، وأكرر ماقلته ماذا أنتم فاعلون بعد هذا الخطاب التاريخي المميز، الذي أسماه خطاب وثيقة العهد الجديد، فقد جاء دوركم، ولنعلم جميعا أن هذه الوثيقة لا تؤتي أكلها إلا بالعمل الجاد المخلص.

أما نحن كشعب فنريد ألا تتعطل مصالحنا ومشاريعنا التنموية المهمة ولا يتم ذلك إلا بالهدوء والنقاشات الجادة والمثمرة، بين السلطة التنفيذية والتشريعية، والحق ان سمو ولي العهد وجهنا إلى الطريق السالكة الممهدة وفتح لنا الضوء الأخضر، فحذار من السير في الطريق الوعرة، كما حذر من المزايدة على القوانين من أجل مكاسب شخصية مما ينعكس سلبا على التنمية، فلم يعد هذا الأمر مقبولا ولا مستساغا، وألا تتدخل سلطة في عمل سلطة أخرى من منطلق احترام الدستور الذي نص على ذلك، فلنتوكل على الله ونصفّ قلوبنا ونحسن النوايا ونكون يدا واحدة لنحظى برعاية الله تعالى وهو ولي التوفيق. ودمتم سالمين.

تعليقات

اكتب تعليقك