عبدالمحسن محمد الحسيني: السكن الخاص تحول إلى بنايات للإيجار

كانت قوانين البلدية تمنع بناء فلل السكن الخاص أكثر من دورين في بداية الستينيات والسبعينيات، وكانت القوانين لا تسمح بملاصقة الفلل الخاصة، حيث يشترط الابتعاد لمسافة ثلاثة أمتار على الأقل بينهما، هكذا كانت القوانين عندما سكنت في أوائل السبعينيات في قرطبة، وهي تعتبر من المناطق الحديثة مقارنة بمناطق العديلية والروضة والفيحاء والدعية والدسمة والشامية.

اليوم سمحت البلدية لكل المناطق الحديثة والقديمة ببناء ثلاثة وأربعة طوابق بادعاء البعض أنه يريد توفير سكن لأولاده، بينما يصعد بالبناء إلى أكثر مما يدعيه فهناك طوابق وكل طابق فيه شقتان هذا ما يحدث اليوم دون مراعاة لعدم توافر مواقف للسيارات وهذا يسبب مشاكل بين السكان.

كان من المفروض ألا تسمح البلدية ببناء طوابق إضافية بشرط توفير مواقف للسيارات كما يحدث في كل الدول المحيطة منها دولة الإمارات المتحدة وعمان والسعودية والبحرين وقطر والأردن والأمور عندنا تختلف تماما، حيث يرتكب البعض مخالفات ولا يلتزمون بقوانين البلدية، حيث يلاحظ أن البلدية تعدل قوانينها وفقا لمخالفات السكان.

هكذا تسير الأمور عندنا، نترك الناس تتجاوز قوانين البلدية ولا تلتزم بالقوانين السابقة التي وضعت لصالح السكان، لكننا ومع تشكيل الحكومة الجديدة نأمل أن يقوم الوزير الجديد بإعادة تنظيم العمل في البلدية، ومنع أي تدخلات من أي كان بتجاوز قوانين البلدية.

سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سبق أن ألمح إلى مخالفات البلدية بقوله «مخالفات البلدية تحتاج إلى بعارين تشيلها».. وجاء ذلك التصريح من سموه (رحمه الله) عندما شعر بمعاناة المواطنين من مخالفات البلدية المستمرة والتي تسببت في فوضى السكان في المناطق وأزمات مرورية.. أرجو أن يعي المجلس البلدي ما يعانيه الناس من البناء العشوائي في مناطق السكن الخاص، وأن تكون هناك عودة للقوانين المنظمة السابقة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»..