يوسف عبدالرحمن: «أقنعة» في ثوب الشخصيات!

زاوية الكتاب

كتب يوسف عبد الرحمن 395 مشاهدات 0


طلب مني الأخ العزيز عبداللطيف العنيزي - بومحمد - أن أتناول الشخصيات التي ذكرتها في مقال أمس «شخصيات في دهاليز الحياة»! بمزيد من إلقاء الضوء والتفصيل حتى يستطيع القارئ الكريم أن يفرز ويعرف سمات هذه الشخصيات وكيفية التعامل معها في قادمات الأيام والمواقف!

قضية الشخصيات تحتاج إلى عالم دارس أنماط السلوك، ولكنني سأقوم بعرض ما عرفته ومررت به في الحياة مع هذه الشخصيات، لكنني أعترف بأن أحب الشخصيات لي كانت الشخصيات الكبيرة في العمر؛ لأن هذه الشخصية لها (سوتچ) أي مفتاح، وإذا فككت الشفرة، فأبشر بسعدك تستطيع أن تتعامل معها بسهولة وأن تفهم ما في داخلها من أسرار وتوجيهات وتوجهات، وأحيانا حتى لغة الجسد والعيون وتستفيد من خبرتها وتجربتها (صچ يعلمونك السنع)!

- الشخصية الاجتماعية:

منفتح على الآخرين، لا يحب الجدال، سهل التعامل، يحب التعلم والنصيحة وأسلوبه دائما مقنع ويكتم أسراره.

- الشخصية الساذجة:

يثق بجميع الخلق، ويغفل عما يدور حوله ويتبع الآخرين، يتقبل كل الانتقادات ويبالغ بالصراحة ولا يتحمل المسؤولية، مندفع يتعاطف مع المواقف والأحداث دون فهم الأسباب والمسببات!

- الشخصية الضعيفة:

يتأثر كثيرا بالانتقادات، مرتبك، منعزل، يتقبل الإهانة، متشائم ومحبط دائما، صوت خافت، لا يحب التجمعات، يخاف جدا من التجربة.

- الشخصية الطيبة:

هو صادق وكريم وعادل ومتعاطف مع الجميع، يساعد الآخرين ويتسامح دائما ومتواصل اجتماعيا وهو نادر في هذا الزمان!

- الشخصية الغامضة:

قليل الكلام، يتميز بالهدوء، قوي الملاحظة، كثير الثقة بالنفس وتفكيره عميق ويتمتع بالذكاء، له تحليلاته الخاصة به، ويُظهر غير ما يبطن!

هؤلاء كثر في المجتمع انتبهوا لهم!

- الشخصية المزاجية:

حساس بشكل مفرط، يلوم دائما الآخرين، تتغير مشاعره وآراؤه حسب المزاج، يفاجئك بردود أفعاله، يهتم كثيرا بمشاعره، ومتردد بقراراته، موجود في كل المجتمعات والمستويات!

- الشخصية النرجسية:

عاد هذا (مصيبة) يشعر بالعظمة، والأنا عنده متضخمة، ولغة الجسد لديه متعجرفة، لا يتعاطف مع أحد، يميل إلى أشباهه، يشعر بأنه الأوحد الذي لا يشابهه أحد، وهو استغلالي من الطراز الأول، أعاذنا الله وإياكم منه!

- الشخصية القاسية:

لا يتعاطف أبدا مع الآخرين، شديد العدوانية، يبالغ في العقاب نحو الغير، يحب الانتقام، كثير المقاطعة، متصلب في أفكاره، يكذب لمصلحته، ولا يعرف طريق التفاهم، قلبه أسود!

- الشخصية الأنانية:

يريد دائما لفت الأنظار، يضخم ذاته، يرى أنه مميز عمن سواه، لا يشكر أحدا، مصلحته فوق كل اعتبار، يغار جدا من نجاحات الآخرين، ويشعر دائما بالمظلومية، حتى حين يظهر (لطافته) يصطنعها!

يشوه صورة الآخرين وسريع الانفعال، إياك أن تتعامل معه!

٭ ومضة:

عزيزي القارئ، هذه بعض من النماذج التي تتعامل معها بشكل يومي، وعليك أن تكون حذرا قدر المستطاع كي (تمر) بسلام!

عزيزي القارئ، حتى نستطيع أن تتعامل مع هذه الأنماط من الشخصيات خلك حريص واجعل شعارك في التعامل معهم: العدل - وخفض الجناح، لا تفتِ فيما ليس لك به علم، اغضض من صوتك، اقصد في مشيك، وأعرض عن الجاهلين!

٭ آخر الكلام:

ادعُ دائما إلى سبيل ربك بالحكمة، ولا تمشِ في الأرض مرحا، ولا تسخر من أحد، واجتنب الظن، وادخل في السلم كافة، وقل دائما قولا سديدا فحسب، ولا تتعاون على الإثم والعدوان، وأوفِ بعهد الله إذا عاهدت، وكن من الصادقين.

٭ زبدة الحچي:

الشخصيات (كاريزمات) في حياتنا موجودة، ونتمنى في هذه الأيام المباركة أن يكثر الله لنا الشخصيات الإصلاحية والمتعاونة والمحفزة والمفكرة والمدبرة بالخير، ويبعد عنا الشخصيات الانتهازية، الشكاكة والنرجسية، والمخادعة!

جميعنا متفقون على كرهنا للشخصية الظالمة التي لا تخاف الله ولا ترعى حقوق العباد، وهي شخصية إجرامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى!

عزيزي القارئ:

الأكيد أن هذه (الشخصيات) بحاجة إلى مختص بعلم النفس، لكنني اجتهدت في عرضها عليك من واقع خبرتي وتجربتي في الحياة.

هذه الشخصيات التي عرضتها عليك وغيرها هي شخصيات موجودة في حياتنا وفي كل المجتمعات والأزمان، وكل شخصية لها (قناع) خاص بها!

تبقى الحقيقة، وهي أن هذه الشخصيات مرتبطة أساسا بالمحضن الذي رباها وكبرها وأطلقها في المجتمع، وتظهر من خلال التعامل والمعاشرة.

أرجو أخي وأستاذي (بومحمد) أن أكون قد لبيت طلبك، ومعذرة على الإطالة.

في أمان الله..

تعليقات

اكتب تعليقك