الكويت في المركز 27 عالمياً ضمن فئة الدول الأكثر تنمية للشباب

محليات وبرلمان

660 مشاهدات 0


وضعت الهيئة العامة للشباب دعم الشباب وتمكينهم وتنمية قدراتهم وفتح آفاق المستقبل لهم على سلم أولوياتها باعتبارهم المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية الشاملة التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها. والجهود الحثيثة التي قامت بها الهيئة أتت بثمارها بتصدر دولة الكويت الدول العربية وحلولها في المرتبة الــ 27 عالمياً ضمن فئة الدول الأكثر تنمية للشباب إلى جانب اليابان وألمانيا وفنلندا وسنغافورة.

وتضمنت أجندة مشروعات الهيئة التنموية مشروع صناع العمل الذي يهدف إلى المساهمة في معالجة الاختلالات في سوق العمل والتركيبة السكانية وتأهيل وتدريب وتمهين وتوظيف الشباب الكويتي بحسب احتياجات ومتطلبات سوق العمل الكويتي، وتوجيههم نحو المسارات المهنية التي تحتاجها الدولة للتنمية. علاوة على ذلك، فإن (صناع العمل) يعمل على تحفيز شركات القطاع الخاص لتوظيف الكوادر الشابة المنتجة، ومساعدة هذه الشركات على تحقيق نسبة العمالة الوطنية المطلوبة والتي تشرف عليها الهيئة العامة للقوى العاملة.

ومنذ إطلاقه في بداية العام 2020 وفّر مشروع صناع العمل ما يقارب من 2000 فرصة وظيفية للشباب الكويتي من حديثي التخرج من الجنسين وذلك بعد تدريبهم وصقل قدراتهم وفق مناهج تدريبية مهنية معتمدة تتماشى مع متطلبات سوق العمل في المسارات المهنية التي يطلبها القطاع الخاص ومنها إدارة المرافق، والحوسبة السحابية، وبرمجة المواقع والتطبيقات الهاتفية، ومساعد المحامي القانوني، والمحاسبة، والمهارات الصناعية، والعمل الصحافـي، والتدريب الرياضي.

واستكمالا لأهداف مشروع صناع العمل أطلقت الهيئة منصة (توظيف) عبر موقعها الالكتروني في يونيو الماضي التي تشتمل على قاعدة بيانات لأكثر من 4000 من الكفاءات الشبابية المرشحة للعمل في القطاع الخاص. حيث تتضمن المنصة البيانات الدراسية للكفاءات وخبراتها العملية والشهادات المهنية والمهارات المكتسبة وغيرها من البيانات التي تُمكّن شركات ومؤسسات القطاع الخاص من استقطاب أنسب الكفاءات الشبابية لاحتياجاتها الوظيفية بسهولة واتقان. كما تشتمل منصة (توظيف) على بيانات أكثر من 100 شركة ومؤسسة في القطاع الخاص لديها أكثر من 300 فرصة وظيفية متاحة للشباب الكويتي.

وتنقسم الكفاءات الشبابية المسجلة في (توظيف) إلى ثلاث فئات من حيث الخبرات العملية؛ فالفئة الأول تتضمن الكفاءات الشبابية الذين لم يعملوا في حياتهم ويتطلب تقديم البرامج التهمينية لهم لإعدادهم لسوق العمل؛ في حين تتضمن الفئة الثانية الكفاءات الشبابية الذين لا يعملون حاليا ولكن لديهم خبرة عملية ويتطلب تقديم برامج لإعادة توجيه مهاراتهم أو رفعها لتمكينهم من الحصول على فرص وظيفية مناسبة. أما الفئة الثالثة فتتضمن الكفاءات الذين يعملون حاليا ولكنهم يرغبون بفرص وظيفية أفضل فيتطلب تقديم برامج تمهينية لرفع مهاراتهم.

التعاون بين هيئة الشباب والإسكوا

وفي إطار سعيها الحثيث نحو تطوير أعمالها وبرامجها ومشاريعها بتطبيق أحدث التقنيات التكنولوجية، تتعاون هيئة الشباب مع الإسكوا لربط منصة (توظيف) و(راصد المهارات) التابع للإسكوا الذي يستخدم الذكاء الاصطناعي والتنقيب عن البيانات الضخمة لرصد وتحليل المعلومات حول الوظائف المتاحة والمهارات المطلوبة في أسواق العمل لــ 20 دولة منها الكويت. وبلا شك فإن هذا الربط يعطي هيئة الشباب الميزة المضافة والقدرة التحليلية على اصدار التقارير الإحصائية والمعلومات الديناميكية للإدارة التنفيذية في الهيئة وصناع القرار في جهات الدولة على اتخاذ القرارات المناسبة في شأن تطبيق أفضل الأطر والنظم للمعالجة البطالة والبطالة المقنعة ومواءمة مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل.

فمن خلال الذكاء الاصطناعي استطاع راصد المهارات من تتبع وتحليل 303،603 وظيفة و 7،841 مهارة تم الإعلان عنها في سوق العمل الكويتي ما بين يونيو 2020 وحتى مارس 2022، وتمكن من رصد سرعة طلب سوق العمل الكويتي للمهارات المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة ومنها تحليل البيانات وتعلم الآلة والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي وسلسلة الكتل والابتكار حل المشكلات والتحليل المنطقي، وربط هذه المعطيات بمنصة (توظيف) ستساعد الهيئة على تكييف برامجها التمهينية الموجهة للشباب الكويتي وتقديم برامج نوعية ديناميكية لرفع أو إعادة توجيه المهارات لمواكبة متطلبات سوق العمل.

علاوة على ذلك فإن الربط سيمكن الهيئة من توجيه طلبة المدارس في الصفين الحادي عشر والثاني عشر لدراسة المهارات المستقبلية المطلوبة لسوق العمل في أفضل الجامعات العالمية من خلال مركز الإرشاد الأكاديمي التابع للهيئة، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، والجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، ووزارة التربية.

كما سيعمل هذا الربط على تزويد الكفاءات الشبابية المسجلة في منصة (توظيف) بصفحة مخصصة لهم لتحليل مهاراتهم بالإضافة إلى فرص العمل التي تتطابق مع مهاراتهم وملفاتهم التعريفية باستخدام آلية (تحليل تفكك المهارات) لمساعدة المرشحين التعرف على نقاط الضعف المحتمل وجودها في مهاراتهم ومساعدتهم على رفع المهارات أو إعادة صقل المهارات المطلوبة لوظيفة ما. كما سيزود الربط المسجلين في منصة توظيف بإمكانية تحديد فرص العمل المتاحة التي تتطابق مع مهاراتهم وخبراتهم.

كيفية الربط بين منصة توظيف وراصد المهارات:

يبدأ رصد المهارات من خلال منصة (توظيف) بالمرحلة الأولى وهي المعالجة المسبقة للبيانات؛ فيتم من خلالها ترجمة جميع نقاط مدخلات البيانات التي هي باللغة العربية (كالتخصصات الدراسية، والمهارات، والمتطلبات الوظيفية وغيرها من مدخلات البيانات) إلى اللغة الإنجليزية، ومن ثم معالجة مطابقة مدخلات التخصصات الدراسية ومطابقتها بالتصنيف الدولي الموحد للتعليم، ثم يتم استخراج مجموعات المهارات الموحدة من حقول النصوص بمنصة توظيف التي يتم ادخالها كتابيا في حقل المسؤوليات الوظيفية أو حقل المهارات المطلوبة للوظيفة.

ثم تأتي المرحلة الثانية من الربط وهي مطابقة بيانات الشباب المتقدمين للوظائف المتاحة في منصة توظيف مع بيانات الوظائف الشاغرة؛ فيحتوى راصد المهارات التابع للإسكوا على بيانات أكثر من 2.5 مليون وظيفة شاغرة ليتم استخراج منها أنواع المهارات المهنية المطلوبة في الإعلانات الوظيفية والتي تنقسم المهارات الصعبة والمهارات الناعمة، كما يتم استخراج التخصصات الدراسية والتي يتم مطابقتها مع التصنيف الدولي الموحد للتعليم، ثم تجميع المسميات الوظيفية في المجموعات الوظيفية للتسلسل الهرمي الوظيفي طبقا للتصنيف الدولي الموحد للمهن.

وتكون مطابقة بيانات المتقدمين للوظائف بأنواع الوظائف بناءً على أوجه التشابه في التخصصات الدراسية والمهارات المهنية ؛ فالتخصصات الدراسية يتم مطابقتها ذاتيًا مع التسلسل الهرمي للمستوى الرابع في التصنيف الدولي الموحد للتعليم. أما المهارات المهنية فيتم استخدام البيانات من راصد المهارات الخاص بالأسكوا من خلال تحديد قائمة المهارات الأكثر طلبًا من التخصصات الدراسية واضافتها إلى المهارات في الملفات التعريفية الخاصة بالشباب المتقدمين للوظائف. ويتم استخدام مؤشر الثقة لكل مهارة يتم رصدها من خلال بيانات الملف التعريفي للشاب أو الشابة في منصة توظيف وملف المهارات المرصودة في الوظائف الشاغرة، فيتم إعطائها وزن نسبي بهدف خلق ما يسمى «بمساحة المهارة» ؛ فكلما انخفضت المسافة بين المهارات في الملف التعريفي للشاب والملف التعريفي للوظائف الشاغرة زاد التطابق بين المتقدم للوظيفة والوظيفة.، وتسمى هذه المهارات (بالمهارات الحكيمة).

تعليقات

اكتب تعليقك