وليد عبدالله الغانم: صورني مع صندوق «نزاهة»

زاوية الكتاب

كتب وليد الغانم 3347 مشاهدات 0


أناشد الإخوة في هيئة مكافحة الفساد المحترمين منع تصوير أي موظف في الدولة مهما كان موقعه مع صناديق نزاهة حتى لا تتحول مغلفات نزاهة من وثيقة رسمية ترمز للأمانة ونظافة اليد إلى أيقونة للكشخة مثل تصوير قهوة الصباح، ثم نجد في السناب فلترا خاصا «صورني مع صندوق نزاهة».

يبادر النواب هذه الأيام تطبيقاً للقانون بتقديم إقرارات الذمة المالية لدى «نزاهة»، ويحرص بعضهم على التقاط صورته، وهو يلقي بمغلف الإقرار داخل الصندوق ليثبت للناخبين أنه أدى الواجب والتزم بالقانون، وهذا الفعل رغم احترامنا لمن قام به لا يقدم ولا يؤخر في مواقف أي نائب وتصرفاته الحقيقية أمام القانون، وفي المَواطن التي تتطلب «النزاهة» والأمانة الصادقة.

ماذا نستفيد كناخبين من صورة أي نائب مع صندوق نزاهة إذا لم تكن أفعاله وممارساته داخل مجلس الأمة وخارجه تتصف بالأمانة والنزاهة؟ ماذا نستفيد كمجتمع من صورة النائب المبتسم أمام الكاميرات وهو «يكوّن» المغلف في صندوق نزاهة، إذا كان في الحقيقة وخلف الكاميرات يغتال النزاهة والأمانة بأفعاله ومواقفه وتكسّبه من منصبه؟

لا نريد كمواطنين مشاهدة صورة أي نائب مع صندوق نزاهة، ولكن نريد منهم جميعاً وبلا استثناء أن تتصف أعمالهم وأقوالهم حقاً بالصدق والنزاهة، فنريد منهم الالتزام بحضور الجلسات حتى لا ترفع لعدم توافر النصاب، نريد منهم المشاركة الفعلية بأعمال اللجان البرلمانية بدلاً من التهرب منها والاستهانة بأعمالها، نريد منهم الاجتهاد في إقرار قوانين نافعة للوطن والمركونة من المجالس السابقة، نريد منهم البعد عن التكسب من خلال مركزهم النيابي، فلا يشاركون في مناقصات حكومية من خلال شركاتهم ولا يوقّعون عقوداً استشارية مع مكاتب القطاع الخاص ولا يسعون إلى تعيين أقربائهم ومناديبهم وجماعاتهم في وظائف رفيعة ومناصب قيادية ولا يبتزون الوزراء والمسؤولين في الدولة من خلال تبادل المنافع.

على أي نائب يدعي أنه صادق في التزامه بالنزاهة الوظيفية والأمانة البرلمانية أن يبرهن لنا ذلك بالفعل والموقف لا بالتصوير والكلام، فللنزاهة مثلاً جملة من المتطلبات التشريعية يجب على كل النواب وضعها كأولوية مثل قوانين (تعارض المصالح) و(تجريم الرشوة) و(غسل الأموال) و(تمويل الحملات الانتخابية) وإقرار مدونة ولائحة السلوك النيابي ليمكن محاسبة النواب المستهترين بحق الأمة ووظيفة النائب، ومن يتبنى هذه القوانين بجدية فهو من يستحق أن يرفع شعار النزاهة.

باختصار، نريد من الإخوة النواب جميعاً الانشغال بالعمل البرلماني والوطني لا في تحقيق المصالح الشخصية والترتيب للانتخابات القادمة، وأناشد الإخوة في هيئة مكافحة الفساد المحترمين منع تصوير أي موظف في الدولة مهما كان موقعه مع صناديق نزاهة، حتى لا تتحول مغلفات نزاهة من وثيقة رسمية ترمز للأمانة ونظافة اليد إلى أيقونة للكشخة مثل تصوير قهوة الصباح، ثم نجد في الـ «سناب» فلترا خاصا «صوّرني مع صندوق نزاهة».

تعليقات

اكتب تعليقك