هاني النبهان: خربوا كل شيء جميل!

زاوية الكتاب

كتب هاني النبهان 521 مشاهدات 0


«خربوا كل شيء جميل»، هذه الجملة يرددها الكثير من الناس، يرددونها كلما شاهدوا حدثا مؤلما، أو تصرفا غير مسؤول، أو خللا في مكان ما، أو تراجعا في أي مجال كان، فهي جملة تتناقلها الألسن التي تحب أن يبقى كل شيء على ما يرام دون عبث أو تخريب أو تشويه.

وفي الحقيقة هي جملة مؤلمة، وكلما سمعتها انتابني شعور بالحزن عميق، وشعرت بأن بها دعوة للحنين للماضي!، ذاك الماضي الذي كان (الجميل) هو الطاغي به على كل مشهد وفي كل صعيد، فالذي يقول: «خربوا كل شيء جميل» بلا شك له قلب «صدوق ومخلص»، قلب يتفطر عندما يرى مشاهد بها شيء من التخريب لا البناء، وبها شيء من الرجوع والتخلف لا التقدم والتطور، فقائلها يملك قلبا يحب الخير، و(يحن) لذاك الزمن الجميل الذي عاشه أناس يحبون إشاعة الخير و(السنع) أينما حلوا أو ارتحلوا.

فقائلها له عين لا تريد أن ترى أي صورة من صور البشاعة، فهي تريد أن يبقى كل شيء في غاية الجمال، وتريد أن يبقى الجميل على جماله دون أن يخترب أو يتشوه بفعل الأيادي التي لا تعرف (الجمال) ولا تحفظ (الجميل)!.

لذلك علينا أن نسقي بذور الجمال في كل مكان، وعلينا ردع (أيادي البشاعة) وقطع كل يد لا تريد للجميل أن يبقى جميلا، فترك الأيادي العابثة تلك التي تعشق الخراب والبشاعة تعمل ما تشاء! يعد فعلا في غاية الخطورة، لذلك لنواجه تلك الأيادي المخربة للجمال حتى تقف عند حدودها، وحتى نحافظ على كل شيء على ما يرام.. جميلا!.

فكلمات الأسى، والأسف، والتأفف والألم، وخيبة الأمل، يجب أن تمحى من قاموس المجتمعات من خلال المصلحين في المجتمع، وعلى أولئك (المصلحين) أن يركنوا دائما إلى الحكمة والحنكة في معالجة كل أمر يدعو إلى تحجيم «الجميل» وإلى تفشي «البشاعة»، فالحكمة سبيل العقلاء من الناس، وغير الحكمة هي سبيل الجهلاء منهم، فساهموا في تثبيت وإشاعة «الجميل» بالحسنى، وحققوا كل إحسان للمجتمع.

حفظ الله مجتمعنا جميلا في أمن وأمان، وخيب الله جهود من «خربوا كل شي جميل» أو أرادوا أو نووا أن «يخربوا كل شيء جميل»، وتبقى القلوب صادحة في الأمل ومطمئنة لأنها متعلقة بمن بيده مقاليد السموات والأرض.

٭ «من كتاب الله»: بسم الله الرحمن الرحيم (وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين).

تعليقات

اكتب تعليقك