ناصر العبدلي: السعدون والمنبر الديموقراطي
زاوية الكتابكتب ناصر العبدلي أكتوبر 3, 2022, 10:58 م 452 مشاهدات 0
عبرت الانتخابات الماضية عن انتصار حكومي، ولو كان جزئيا، من خلال طيّ ملف معارضة الصوت الواحد، بعدما شارك في الانتخابات آخر معارضين شرسين للصوت الواحد؛ هما السيد أحمد السعدون رئيس مجلس الأمة الأسبق وكذلك مجموعة المنبر الديموقراطي، وقد حالف الحظ الأول بالحصول على مقعد، بينما عجز الثاني.
هذا الانتصار الحكومي الجزئي يسجل للحكومة على صبرها والعمل بجد وجلد لتفكيك من عارض طروحاتها، كما يسجل لكل من وافق على الصوت الواحد كمخرج للأزمة السياسية في حينه، لأنه كان أبعد نظرا وفهما من البقية في خطورة المقاطعة وترك الساحة.
الانتصار الأكبر للحكومة سيكون تمكين السيد أحمد السعدون من العودة إلى الموقع الأول في مجلس الأمة، وهي تعرف رغبته سواء أكان ذلك تزكية من خلال منع الطامحين لهذا المنصب أمثال النواب د. بدر الملا، محمد المطير، شعيب المويزري من الترشح، أو من خلال إيصاله بدعمه بأصوات الحكومة والقريبين.
الحكومة تريد من خلال هذه الخطوة تمرير أجندتها التي عجزت عن تمريرها خلال الفترة الماضية، أبرزها التصويت على قانون الدين العام (رفع حجم الاقتراض)، لأن هناك ضغوطا محلية ودولية تريد لهذا الإجراء أن يمر بعدما تأخر كثيرا، وسيكون ذلك على حساب المواطنين البسطاء الذين صوتوا للحكوميين الجدد دون تمعن.
البند الثاني على أجندة الحكومة إقرار قانون الضريبة المضافة بعدما تأخر كثيرا، خاصة أن هذا القانون أو الضريبة أصبح مطلبا خليجيا بعد إقراره في القمم الخليجية السابقة، لكن الحكومة ماطلت كثيرا في تمريره لأسباب شعبية ترفض هذه الضريبة، رغم كثرة الانتقادات الخليجية لها، وآخرها ماحدث على الحدود الجمركية.
أهم قانونين على الأجندة الحكومية هما الخاص بمعالجة وضع المقيمين بصورة غير قانونية (البدون)، «بما يحافظ على الهوية الوطنية، ويراعي الظروف الإنسانية لهذه الفئة»، وقانون يتعلق بإنشاء جهاز مركزي للجنسية «هدفه معالجة بعض الأوضاع الخاطئة في ملف الجنسية، وإيقاف التزوير وكشف المزورين».
الحكومة حريصة على تمرير هذه القوانين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر مجلس الأمة المقبل، وإذا لم تتمكن فستواجه مشكلة كبيرة لكونها استحقاقات تأخرت كثيرا، فهناك تخوف فعلي من إبطال مجلس الأمة الحالي بسبب مرسوم البطاقة المدنية، خاصة أن المحكمة الدستورية في حكمها السابق عن الموضوع نفسه لم تتطرق لموضوع الطعن عليه، أو من حدوث مواجهة بين الحلفاء داخل القاعة عند تضارب الأجندات.
https://alqabas.com/article/5895330 :إقرأ المزيد
تعليقات