أحمد الصرف: قراءة ليبرالية في نتائج الانتخابات
زاوية الكتابكتب أحمد الصراف أكتوبر 2, 2022, 9:58 م 327 مشاهدات 0
«إننا نعمل على أن نقطع في نهضتنا هذه خلال ربع قرن ما قطعه غيرنا في عشرة قرون»! - عبد العزيز حسين التركيت
***
جاءت نتائج الانتخابات النيابية كارثية، وتشبه بمخرجاتها لوحة زيتية سيئة الرسم داخل إطار جميل من ضلعين، يرمزان لجنان رمضان، وعالية الخالد!
فاللوحة، أو خيارات الشعب، لا يبدو أنها تنسجم مع وضع الدولة «المتعب»، ولا تنسجم مع تخلفنا عن الركب، ولا تلبي حتما حاجتنا الماسة لسلسلة من القوانين العصرية، بل ستلبي مخرجاتها ما يناسب نفسيات كئيبة بطبيعتها، وبائسة بتقاطيع وجوه أصحابها، ومتخلفة بصرامتها، وبعيدة عن روح العصر، وكأنها تعود لعصر داحس والغبراء.
***
منذ أن ترك المستنير «عبدالعزيز حسين» التعليم، ووضع التعليم في تردٍّ مستمر، وبلغ أوجه مع سماح الحكومات المتعاقبة، ابتداءً من عام 1967، للإخوان المسلمين بالسيطرة على عقول الناشئة من خلال «تغيير المناهج» بالتعاون الجزئي مع السلف، وكانت النتيجة، بعد نصف قرن، وصرف أكثر من 25 مليار دينار، ما رأيناه من مخرجات انتخابية «بائسة» في غالبيتها، تنحصر أولويات غالبية النواب ضمن مصالح طائفتها، أسرتها، عشيرتها وقبيلتها، ولا عزاء لوطن ينزف أثناءها، نتيجة الجهل والتخلف، ولا من مسعف أو من بإمكانه تقديم العون له!
***
فبعد ستين عاما من الديموقراطية، وستين عاما من «هلّي علينا الدار هلّي»، وغيرها من الأغاني الوطنية، وكل ذلك الكم من محاولات غرس حب الكويت في النفوس، انتهى بنا الحال لمجلس نيابي هو الأكثر شرذمة في تقسيماته الطائفية والقبلية والمناطقية والأسرية، وأصبح لكل مجموعة أمير أو شيخ مع علم ورقصات خاصة تميزها، فضاعت كل جهود وزارات التربية والإعلام وغيرها هباءً، وانتهت اختيارات الناخبين لمجلس صفته الأساسية أنه «طائفي وقبلي وأصولي» بامتياز، ولا يرجى من ورائه ما يستحق الذكر، مع خلوه من الوجوه الوطنية، سواء من أحفاد مجالس ما قبل الاستقلال، أو من أحفاد الرعيل الأول، وهذا يعني أن التحالف الحكومي كان، أو سيكون، مع مجاميع معظمها انتهازية، ولاؤها سيكون غالبا للرنان، إضافة لشبه خلو المجلس الجديد من خبرات نيابية في الاقتصاد أو الإسكان أو الصحة والتعليم، وحتى ان وجدوا فهذا ليس مجلسهم، بل مجلس أصحاب «وثيقة القيم»، ومن سيتحالف معهم، وما أكثرهم، ولهؤلاء أولوياتهم التي تسبق أولويات الآخرين، وقسمهم عليها، ورغباتهم الدفينة، ستقودنا والوطن لمزيد من التخلف، والضياع!
تعليقات