شرارة الطائفية ستظل بيننا.. سيظل فتيلها ظاهراً.. ومسؤوليتنا أن نعمل على حماية المجتمع منها..ماضي الخميس

زاوية الكتاب

كتب 616 مشاهدات 0





وثانيهما الطائفي

حذّر سمو الأمير حفظه الله بشدة ووضوح من الغلو في الطائفية.. وحذّر وطنيون وسياسيون وكتّاب وشخصيات عامة كثيرة من فتنة الطائفية.. وكانت تلك الفتنة بدأت تنتشر عبر التراشق بين بعض الكتّاب وبعض أعضاء مجلس الأمة وشخصيات دينية مختلفة.. الطائفية ليست محصورة في الخلاف السنّي الشيعي.. بل تمتد جذورها وخيوطها وشبكتها إلى أبعد من ذلك وأعمق، وإن كانت مسألة السنّة والشيعة هي العنوان الأوضح للطائفية.. وهو ما يحاول الكثيرون تجنّب الخوض فيه خشية أن تتفجر دمامل من هذا المرض الطائفي البغيض.
هناك أوجه وصور عديدة ومختلفة للطائفية.. يمكننا أن ندرج تحت لوائها أي فتنة فئوية يحاول البعض غرسها في نسيج مجتمعنا.. مثل التقسيم الفئوي للمجتمع من حضر وبدو وقبائل وأصول وأجناس وغيرها.. كل تلك التقسيمات لها مساوئها وأبعادها الخطيرة التي يجب أن نتجنبها، ليس لأنها تخل بالنسيج الاجتماعي فقط بل وأيضا لأنها ضد قيمنا الدينية العليا «فالناس سواسية». وفي أكثر من مناسبة باتت تنتشر فكرة التقسيم الجغرافي للبلد.. داخل السور وخارجه.. أهل المدينة وسكان المناطق الحدودية.. أو النائية كما يحب البعض أن يشبهها.. حتى إن البعض وصل بالمغالاة إلى التشكيك حتى في تعمّد الحكومة للانتقائية في شغل الوظائف واستبعاد أبناء فئات اجتماعية عن المناصب القيادية.. وهذا بالله العظيم أقسى أنواع الطائفية وأكثرها تطرفا وأكثرها أيضا بعدا عن الحقيقة.
إن شرارة الطائفية ستظل بيننا.. سيظل فتيلها ظاهراً.. ومسؤوليتنا أن نعمل على حماية المجتمع منها.. وأن نحرص على ألا يظهر بيننا متهورون ومسيئون يشعلون ذلك الفتيل بنار الغل والحقد والإساءة.
إن المسؤولية الوطنية والاجتماعية تحتم علينا أن نقف بوجه كل من يسعى إلى إيقاظ تلك الفتنة النائمة.. حتى لو اتهمنا بما اتهمنا من أكاذيب.. ودمتم سالمين.

أوان

تعليقات

اكتب تعليقك