د.موضي الحمود: الخيار لكم.. وعزاء لشعب صديق..

زاوية الكتاب

كتب د. موضي الحمود 470 مشاهدات 0


في مثل هذا اليوم من الأسبوع المقبل سيتجه أبناء الوطن للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات النيابية لمجلس الأمة 2022.. حدث مهم ومفصلي وتصويت على المسيرة المقبلة للوطن.. فإما إصلاحاً يجسده نواب الأمة المختارون، وإما استمراراً لنهج سابق تمثل في التأزيم والصراع وغياب التنمية.. صولات وجولات وحملات انتخابية للمرشحين تتزايد مع اقتراب التاريخ الموعود، وإن خف وهجها بسبب الإجراءات الحكومية الجادة والمستحقة كمحاربة شراء الأصوات.. والتصدي للانتخابات الفرعية وغيرها من إجراءات تصحيحية مطلوبة.. رصدنا بعض المظاهر على الساحة الانتخابية، منها الإيجابي، ومنها «محلك سر»:

1- إنه ما زال بعض المرشحين يبالغ في إسداء الوعود بالعطايا والهبات والمنح والزيادات المالية، وهي ما يرونه مناسباً لجذب أصوات الناخبين.. لافتقاد هؤلاء القدرة على طرح برامج انتخابية تنقلنا من حالة الجمود والركود إلى حالة البناء والعمل.. وشعار هؤلاء «اصرف ما في الجيب يأتِك ما في الغيب». 

2 - يتخوف عدد ليس بالقليل من المرشحين من طرح استحقاقات التنمية المنشودة، وعلى رأسها الإصلاح الاقتصادي والحفاظ على مقدرات الأجيال القادمة، وحماية الهوية الوطنية، وتطوير التعليم، وغيرها من متطلبات النهوض بالوطن.. فطرح تلك القضايا في يقينهم سيمس المصالح الشخصية لفئة من ناخبيهم ممن يتمتعون بها دون غيرهم.. «لا طبنا ولا غدا الشر». 

3 - يرفع بعض المرشحين المؤدلجين طروحاتهم المتشددة.. وهم يدركون صعوبة العودة إلى ما ينادون به في مجتمع يتسم بالانفتاح والتعدد، وفي وطن يحكمه دستور يصون الحريات، وفي عالم يعج بالتطور والحداثة، وتنظمه التزامات عالمية تحدد أطر التواصل وترسم حدود حقوق الإنسان وفضاءات حرياته. والبركة في الشباب القادم الذي نأمل أن يشكل إرادة التغيير المنشود، وأن يدفع سفينة الوطن إلى عالم الانفتاح والتطور «تلك أمنية لعلها تتحقق». 

4 - حضور مشجع للعنصر النسائي في الساحة الانتخابية، حيث شكلت نسبة المرشحات %7 (26 مرشحة) من إجمالي المرشحين.. تميز طرح بعضهن بملامسة القضايا الحقيقية للوطن والمواطنين، وأولويات التشريعات المطلوبة، خصوصاً المنصفة للمرأة.. ولعل الظاهرة الأبرز هي حضور المرأة في الدوائر التي يغلب فيها التواجد القبلي كالدائرتين الرابعة والخامسة، وهذا يؤكد حيوية الشعب الكويتي، ويعزز الحراك الاجتماعي المحمود.. ولعل حظوظ المرأة تكون جيدة في هذه الانتخابات لخلق شيء من التوازن المطلوب داخل قاعة عبدالله السالم.

أيام قليلة تفصلنا عن اختياراتنا التي ستحدد مسيرتنا المستقبلية.. فلنحسن الاختيار.. والله الموفق.

عزاؤنا للشعب الصديق 

ودعت المملكة المتحدة ظهر يوم الإثنين الماضي ملكتها إليزابيث الثانية في موكب مهيب يمثل عراقة البروتوكول الإنكليزي، ويعكس تقدير وحب الشعب الإنكليزي لملكته التي حكمت بريطانيا 70 سنة غابت فيها الشمس عن كثير من أجزائها.. ومرت بأزمات وحروب عالمية.. لكنها استطاعت كملكة بحكمتها وتواضعها وتواصلها مع شعبها تخطي هذه الأزمات.

شارك العالم عبر عدد من زعمائه ممن حضروا الجنازة أو عبر البث المرئي لمراسمها ما وصف بأعظم تنظيم لجنازة ملكية في تاريخ إنكلترا أو ربما عالمياً.. وعزاؤنا للشعب الإنكليزي الصديق الذي ساند الكويت في أزمات عدة لفقد ملكته.. فنحن لا ننسى الوفاء.. وتمنياتنا لملكه الجديد بالتوفيق، آملين أن يقف إلى جانب الحق العربي وقضايا العرب العادلة.

تعليقات

اكتب تعليقك