د.مبارك العبدالهادي: مناظرة موضي

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 548 مشاهدات 0


أوجزت وأبدعت وطرحت فكراً مختلفاً وبشفافية تثبت أن للمرأة دوراً كبيراً في المعترك السياسي، وأنها جزء من البرلمان وقادرة على تحقيق تطلعات الشعب، خصوصاً أنها عرضت أمراً مستحقاً يجب اتباعه، وهو المناظرة بين المرشحين ليدلي كل بدلوه ويستعرض برنامجه وأهدافه وأفكاره التي يحملها إلى قبة عبدالله السالم، وهذا الأمر لم يسبق أن عرضه مرشح غير مرشحة الدائرة الرابعة موضي المطيري التي خطفت الأضواء خلال عرض قدمته في عشر دقائق تقريباً حتى أصبحت حديث الجميع بلا منازع.

المرشحون جميعاً مطالبون بأن يحذوا حذوها في تبني هذه الفكرة والانضمام لها في عمل مناظرة بين المرشحين في مختلف الدوائر، والفيصل في النهاية هي صناديق الاقتراع، خصوصاً أن طرحاً عنصرياً وقبلياً وفئوياً بدأ يظهر من الذين يعتقدون أنه الطريق للاستعطاف وطلب الفزعة لكسب الأصوات مما يدل على مدى الاستخفاف بالعقول، وأن الهدف الوصول فقط دون وضع أي اعتبارات لأهداف المرحلة المقبلة والخطة التي يفترض أن تترجم على أرض الواقع عبر برامج انتخابية ذات محتوى ومضمون.

فالمناظرة أصبحت أمراً مستحقاً لكشف من يختبئون خلف عباءة نعراتهم وكلامهم المعسول الذي يرددونه من ديوانية لأخرى، وهو ذو محتوى فارغ هدفه زرع الحماس في قلوب بعض المتعاطفين الذين يجب ألا يخضعوا لقلوبهم بقدر عقولهم ويفكروا جيداً فيمن باع قضاياهم المستحقة ومطالباتهم المشروعة وتناسى همومهم وشجونهم وأصبح ضد معاناتهم؟ فالقضية اليوم أصبحت بعيدة كل البعد عن المحسوبيات لأننا مللنا ممن يصعدون على أكتاف الآخرين في كل انتخابات، ولأن الوطن أغلى من هؤلاء والمرحلة الحالية لا تتطلب المجاملات، بل تحتاج إلى تكاتف الجميع من أجل نهضة البلاد بعد التراجع في العديد من القضايا والأمور التي تلامس أوجاع الشعب. فالكرة الآن في ملعب الناخب الذي بيده حسن الاختيار وتعديل المسار ونقلنا إلى مراحل أفضل، وتحقيق الإنجازات عبر نواب همهم الأول والأخير الكويت وشعبها دون الالتفات لأمور أخرى يعلمها الجميع جيداً، والتي يدفع ضريبتها البعض لأنهم ظلموا بسبب بعض النواب.

المجال لا يزال مفتوحاً أمام المرشحين لقبول فكرة المناظرة واستعراض قضاياهم وأفكارهم وطرحها للناخبين حتى يكتمل هذا العرس الديموقراطي بحلته الجميلة بعيداً عن التنظير والمنظرين الذين يصبح حضورهم الأبرز في كل انتخابات عبر فلسفتهم التي مللناها وتكهناتهم وتوقعاتهم التي تروج حسب الأهواء ولمن يدفع أكثر.

آخر السطر: مع زحمة اللوحات الإعلانية للمرشحين وشعاراتهم الرنانة كانت لوحة «شارك في نظافتها» لبلدية الكويت أجملها.

تعليقات

اكتب تعليقك