حسن شهاب: صديقةُ المطر

فن وثقافة

الآن 703 مشاهدات 0


"وطني..
خرائطُكِ التي..
تمتدُّ
مِنْ لغتي..إليَّه
الأرضُ..
أضيقُ مِنْ خطايَ
ولِي اتَّساعُ الأبجديَّه"

جغرافيا اللغة هي اختزال وجداني لخارطة الوطن ذات الامتداد في جنبات القلب.. وللأرض محدودية الخطىَ مهما اتسعت، بينما أبجدية الكلمات فضاء لاحدود له.

هنا الشاعر المصري الرائع حسن شهاب يرسم البهاء شعراً مشرق العبارات ، مغدق الدلالات ، من ألف الإبداع إلى ياء الإمتاع، وخاتمة النص استدعاء تراثي مبتكر ومدهش:

مَطَري..
وغيمتُكِ العصيَّه
حرفانِ
مِنْ لغةٍ..غَويَّه
جَسَدَانِ..
مِنْ ليلٍ
ومِنْ حَبَقٍ
وموسيقى نديَّه
تتفتَّحينَ..
فأتركُ الكلماتِ
تبحثُ عَنْ هويَّه
وأُضيءُ..
عُشبَ المَانْدُولين
بضحكتينِ..
على يديَّه
فوضى خيوطِ اللازوردِ
على قميصِكِ
بي حفيَّه
فَدَعِي هديلي
يقتفيكِ
إلى طفولتِكِ الخفيَّه
لأرى اللآلئَ..
وَهْيَ تُولَدُ
والينابيعَ القصيَّه
حيثُ السحائبُ..
ريشُها..زَغَبٌ
ولثغتُها..حييَّه
أُصْغي لأوَّلِ نجمةٍ
ضحكتْ..
فدلَّتْني عليَّه
وألمُّ زقزقةَ البياضِ
مِن الجهاتِ المَريميَّه
وأدسُّ
في شجرِ الرخامِ الغضِّ
ثرثرةً
شقيَّه
وطني..
خرائطُكِ التي..
تمتدُّ
مِنْ لغتي..إليَّه
الأرضُ..
أضيقُ مِنْ خطايَ
ولِي اتَّساعُ الأبجديَّه
فتهيَّأي..
لليلِ
والأمطارِ
واللغةِ النبيَّه
لا تغفري..
- لقصيدةٍ لمْ ترتكبْكِ بها –
خطيَّه
بعضُ القصائدِ..
كالمسيحِ
وبعضُها..
كالمجدليَّه.

تعليقات

اكتب تعليقك