داهم القحطاني: تشي جيفارا.. العهد الجديد

لاحظتُ كما بقية الشعب الكويتي كيف انتفضت الأجهزة الحكومية لمحاربة التجاوزات ومظاهر الفساد، بعد أن صدر خطاب سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، الذي طالب فيه وبشكل واضح بمحاربة الفساد.

رأينا بعض القياديين الذين رعوا الفساد لسنوات طويلة، واستفادوا منه، يتحول الواحد فيهم إلى «تشي جيفارا» الإصلاح بعد أن كان غارقاً في الفساد، والسبب بالطبع ليس الخوف فقط على ضياع منصبه، بل الخشية من المحاسبة والعقاب. 

المطلوب من العهد الجديد ليس فقط بداية عهد جديد من الإصلاح، بل أيضاً دراسة الأسباب التي جعلت بعض القياديين في مؤسسات الدولة يعملون ضد مصلحة الكويت، ويجعلون ولاءهم للأشخاص وليس للبلد.

نحن في خطر كبير إذا كان الإصلاح مرتبطاً بتوجهات مرحلية ، فمن المفترض أن يكون الإصلاح هدفه الأهم حماية الكويت، والدفاع عن أموالها ومواردها ، وتقديم الاستقالة المسببة إذا ما واجه أي قيادي ضغوطات لمخالفة القانون. 

ليس هناك أسوأ وأحقر ممن يربط أداءه الوظيفي بما يُطلب منه من المتنفذين، فإن فسدوا فسد، وإن أصلحوا صلح، فهذا القيادي الذي جعل استمراره في المنصب أهم من الكويت نفسها يجب أن يحاسب وظيفياً، وقانونياً لمعرفة أسباب صمته عن كل هذه التجاوزات القانونية. 

الولاء يجب أن يكون للكويت دوماً، ويجب ألا تكون هناك ولاءات تتعارض مع البلد، وعلى الرجال الشجعان والنساء الشجاعات من القياديين في الدولة مواجهة أي متنفذ أو سياسي أو برلماني يفكر في الاستيلاء على الأموال العامة وموارد الدولة، حتى وإن كان الثمن فقدان المنصب القيادي، فلا خير في منصب يجعلك شيطاناً أخرس.