عبدالعزيز الفضلي: الانتخابات... بين فرعون وبلقيس!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 440 مشاهدات 0


هناك أسلوبان في إدارة أي دولة أو مؤسسة، أثبت الواقع نجاح أحدهما وفشل الآخر.

الأسلوب الفاشل هو الذي يعتمد على التفرد في الرأي، وعدم الاستماع أو القبول لأي آراء أخرى!

يعتقد فيه المسؤول بأن كلامه حق لا يعتريه الباطل، وصواب لا يقبل الخطأ، وحقيقة لا تحتمل الشك!

وهذا الأسلوب يهدد كيان المؤسسة، وقد يؤدي إلى اندثارها.

وقد ضرب القرآن الكريم مثالاً على هذا النمط بحكم (فرعون) والذي كان يُردّد «ما أُريكم إلّا ما أَرى وما أَهْديكم إلّا سبيل الرشاد».

فكانت النهاية هلاك فرعون ومن تبعه، أولئك الذين وصف الله تعالى حالهم بقوله «فاستخف قومه فأطاعوه»!

وأما الأسلوب الثاني والذي يعتمد على المشورة، والاستماع إلى الآراء المتعددة، وإشراك أكثر من عقل في اتخاذ القرار، فإنه ادعى إلى طول عمر المؤسسة وبقائها.

وقد ضرب القرآن نموذجاً على هذا النمط في الحكم بملكة سبأ (بلقيس) والتي عندما جاءها الكتاب من سيدنا سليمان، عليه السلام، يدعوها فيه إلى التوحيد، عرضت الأمر على أمرائها وكبار دولتها وقالت «يا أَيّها الملأُ افتوني في أمري ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْرًا حَتّى تَشْهَدون».

وكانت نهاية تلك المشورة إلى خير حيث انتهت الحكاية بقولها: «رَبِّ إني ظَلَمْتُ نَفْسي وأَسْلَمْتُ مَعَ سليمان لِلهِ ربّ العالمين».

الكويت تعتبر أقرب إلى النموذج الثاني، حيث يشير الدستور إلى أن نظام الحكم في الكويت ديموقراطي، والسيادة فيه للأمة وهي مصدر السلطات.

ويعطي الدستور مجلس الأمة الحق في الرقابة والمحاسبة والتشريع.

ويتيح الدستور للشعب اختيار ممثليه في هذا المجلس عبر صناديق الاقتراع.

وفي اعتقادي كي يؤدي المجلس دوره الحقيقي، فإنه لا بد وأن يتحقق فيمن يصل إليه: القوة والأمانة.

القوة التي تجعل النائب يقول الحق لا يخشى في الله لومة لائم، وتجعله محصناً من الترغيب أو الترهيب.

والأمانة التي تجعله يؤدي دوره بصدق، ويلتزم بقَسَمِه باحترام الدستور وقوانين الدولة، والذود عن حرّيات الشعب ومصالحه وأمواله، ولا يضيع المصلحة العامة من أجل المصالح الخاصة.

نحن مقبلون على انتخابات مجلس الأمة 2022، والكُرة الآن في ملعب الشعب ليقول كلمته، فإما أن يكون على قدر المسؤولية فيختار الأصلح، وإما أن يكون الاختيار على أساس المصلحة الشخصية الضيقة أو للبُعد القبلي أو العائلي أو الطائفي، وساعتها سنقول: (لا طِبنا ولا غدا الشّر).

تعليقات

اكتب تعليقك