علي البغلي: من تواضع لله رفعه

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 526 مشاهدات 0


بالدهشة والسرور شاهد المواطن الكويتي سمو رئيس وزرائه، ومعالي نائبه وزير الداخلية والدفاع وهما يقابلان الجمهور بلباس عادي، ومن دون أُبهة أو بهرجة معتادة.. فقلنا من تواضع الى الله رفعه لأعلى عليين «ولو دامت لغيرك ما اتصلت اليك».. متمنين أن تستمر هذه الروح والتواضع. ذلك أن المواطن الكويتي في ظل معظم الحكومات «اللا» رشيدة السابقة عانى الأمرين في الاتصال بالأجهزة الحكومية وإنهاء معاملاته بالطرق العادية. 

ولكن – وآه من لكن – فالذين عاثوا بالدولة فسادا في السنوات السابقة، وملأوا خزائنهم بملايينها بالحق والباطل (أكثرهم) غير سعداء بقادة الكويت الجدد، نظاف اليد والسمعة، متواضعي التصرفات، فهم بنوا أمجادهم على انهاء معاملات المواطنين من سكن وعلاج في الخارج ووظائف باراشوتية لهم (أي لناخبيهم أو مفاتيح أولئك الناخبين) وأولادهم ومن يعز عليهم.. فماذا سيتبقى من عمل لدى هؤلاء النواب أو صبيانهم؟!.. رأيناهم في مجال التشريع يحوزون علامة صفر وبجدارة، كما أنهم في مجال الرقابة كانت تصرفاتهم مخجلة، من لعبة الكراسي الموسيقية.. الى معارك العِقل والصراخ تحت المنصة.. الى آخر تلك التصرفات الصبيانية الممجوجة، والتي لم نشهدها طوال العقود الماضية من المجلس وأعضائه، لذلك نتمنى أن يذهب أولئك الاعضاء، للأبد من حياتنا العامة، ويركزوا على حياتهم الخاصة، وكيفية تنمية الملايين التي جنوها من اموالنا دون وجه حق. والتي لن نرى جزءا منها، بفللهم الجديدة (بعد أن كانوا يعيشون في بيوت الحكومة)، وسياراتهم وسفراتهم وبذخهم على حساب المال العام! 

لذلك نتمنى ككويتيين من كل قلوبنا أن تستمر حكومتنا الجديدة برعاية صاحب السمو الأمير وولي عهده حفظهما الله، بتلك الروح الجديدة من خلال الحكومة الجديدة ورئيسها، كما نريد أن يفهم الوزراء (غير الشيوخ) بألا يشيخوا على أهل الكويت، الذين سيرجعون لهم إن آجلا أو عاجلا، ويخصصوا يوما أو أكثر في الاسبوع لمقابلتهم وحل مشاكلهم مع موظفيهم، الذين أذاقوا أهل الكويت الأمرين في العقود الأخيرة، لان الناس (على دين ملوكهم) فهم لم يتعاملوا مع الجمهور الذي يحتاجهم فعلا، إلا كما يتعامل رؤساؤهم مع ذلك الجمهور المسكين الذي بلاهم بأولئك الرؤساء (أي الموقعين أو متخذي القرار) على حاجات الجمهور المسكين. وفي الاخير ليس لدينا إلا أن نكرر ما قلناه للشيوخ: «من تواضع لله رفعه».. 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. 

***

نرحب بالقرار التاريخي الذي اتخذه مجلس الوزراء الجديد بعدم تسمية شوارعنا الجديدة بأسماء، والعودة الى نظام الارقام.

تعليقات

اكتب تعليقك