رئيس مركز مداري للدراسات: مأرب تحولت لغنيمة حرب .. والحوثيون يريدون اخضاعها والسيطرة عليها‬

عربي و دولي

الآن - خاص 477 مشاهدات 0


خاص  أجرى الحوار معه: عبدالرب الفتاحي

ينظر المهندس حسين بن سعد العبيدي، رئيس مركز مداري للدراسات والأبحاث  الاستراتجية، في حوارنا معه حول الواقع اليمني الذي يراه أنه متعدد الاختلافات والمصالح، وهذا يعيق واقع الحل وصناعة السلام ،ويعد المهندس حسين بن سعد العبيدي أحد أبرز الشخصيات السياسية والاجتماعية في محافظة مأرب ،وحصل على تعليمه الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية ،وتخصص في هندسة البترول في جامعة تولسا المرموقة في أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعتبر  المهندس حسين أن مأرب تم اختطافها سياسياً واجتماعياً ،وتم نهب ثرواتها مابعد 2011 وكرست سياسة اضعاف مشائخها وقبائلها، بطريقة تقترب من الإضطهاد .


•كيف تنظرون في محافظة مأرب في اليمن، إلى مجلس القيادي الرئاسي الجديد ،والذي مضى عليه عدة أشهر ؟

رد حسين العبيدي : مجلس القيادة الرئاسي كيان سياسي واسع الصلاحيات، تم انشاؤه بقرار من الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ليحل بديلاً عن رئيس الجمهورية ونائبه ، ويتكون المجلس الرئاسي الجديد من رئيس للمجلس وسبعة أعضاء ،يمثلون الوحدات السياسية والعسكرية المحسوبة على الشرعية اليمنية في الشمال والجنوب اليمني ، باستثناء الحوثيين الذين رفضوا مبادرة مجلس التعاون الخليجي، للدخول في مفاوضات سلام مباشرة بالرياض والتي عقدت في مارس 2022،و تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي بعد تلك المشاورات ،التي تمت تحت مظلة دول مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن، وخصوصاً دول الرباعية التي تتولى الملف اليمني، وفي بداية تأسيس هذا المجلس تم إعلان هدنه إنسانية شاملة تضمنت وقف إطلاق النار ، وتوقف التحالف والحوثيين عن استخدام الطيران الحربي والسلاح الجوي والقصف الصاروخي وكذلك الحوثيين ، لكن هناك  تزايد في  الخروقات طوال فترة الهدنة على خطوط تماس الجبهات، ونحن كمنظمات مدنية مازلنا متفائلون، بأن يكون هناك مشروع لمجلس القيادة الرئاسي الجديد للإصلاح المالي والإداري والعسكري والاقتصادي ،وذلك للإصلاح الوضع وانقاذ اليمنيين الذين عانوا من تبعات الحرب لمدة ثمانية أعوام ، ولكننا نتابع بقلق كبيراستعدادات وخروقات الحوثيين ، في جبهات مأرب وتعز والضالع وهذا يمثل استعداد لصراع جديد ،فيما الحوثيين مازالوا يحشدون قواتهم وترسانتهم العسكرية ،بالقرب من مأرب للهجوم عليها، متى ما سنحت لهم الفرصة .

•سألناه ماهي أهم مطالب مواطني محافظة مأرب من مجلس القيادة الرئاسي في الوقت الحالي ؟

يجيب المهندس حسين العبيدي : مركز مداري للدراسات والأبحاث بمأرب، قمنا بتقديم حلول للوضع السياسي والعسكري ،وحددنا التحديات الخطيرة التي تواجه مواطني مأرب نتيجة للصراع ،بين قوى الحرب والتي تتنازع السيطرة على السلطة بمحافظة مأرب بين الحوثيين وحزب الإصلاح ، وتوجد مراكز مهمة في مأرب تتكون من  قوات الشرعية ويقع مبنى وزارة الدفاع  في هذه المدينة وأيضا توجد قوات حزب الإصلاح ،وفي الجانب الأخر  هناك مليشيا الحوثي والتي تتواجد في أطراف مدينة مأرب ،وتحشد لاجتياح مأرب في أي لحظة تسنح لها الفرصة ، وطالبنا مرراً بانسحاب مليشيات الحوثي  من حدود مأرب ، كما نطالب  المبعوث الامريكي ليندير كينغ ومبعوث الأمم المتحدة هانس جوندبيرغ، بالضغط على الحوثيين لإيقاف الحرب والتحشيد العسكري على مأرب  ، فالظروف الآن مواتية للحل  بعد اقالة نائب الرئيس على محسن الاحمر ، كما أن أبناء مأرب يقفون مع المجلس الرئاسي في اصلاحاته السياسية والإقتصادية ويرغبون بحماية مأرب من اي صدام عسكري وحرب قادمة، وهناك مساحات كبيرة في مأرب  سقطت بيد جماعة الحوثي في المعارك السابقة ، وتكمن أهمية مأرب كونها  منطقة نفطية واقتصادية هامة ولا تحتمل لصراع أخر ، ويجد أبناء مأرب أن على المجلس الرئاسي إيجاد قوات مسلحة بديلة، لا تنتمي لاي قوى سياسية مؤدلجة لحماية مأرب ،وان تكون هذه القوات خاضعة لتوجيهات مجلس الرئاسة الجديد، وتوجهات السلطة المحلية والادارة المدنية، لحفظ الامن في جميع مناطق مأرب ومرافقها الاقتصادية الهامة.

•قلنا له أن صحفيون ونشطاء يمنيون  تحدثوا عن التطور والتنمية، الذي شهدته مأرب ما حقيقة ذلك  ؟

المهندس العبيدي يجيب : هذا بدون شك ملحوظ، وتتركز معظم الأنشطة الاستثمارية المحلية في المجال العقاري ، والإنشاءات الإنتاجية والمعيشية والامن الغذائي، وحماية ورعاية النازحين بسبب الحرب الذين توافدوا لمأرب ،والذين يصل عددهم حوالي 3 مليون نازح، إلا أن أبناء محافظة مأرب يشككون في طبيعة هذه الاستثمارات، حيث لا يشارك في هذه النهضة العمرانية والاستثمارية سوى بعض القوى النافذة والمرتبطة بحزب الإصلاح (ذراع الاخوان المسلمين) و الذي يديرون ويشرفون على هذه الاستثمارات ،والتي أيضا تفرض سلطتها الأمنية الشديدة على مركز محافظة مأرب ، فلا يستطيع كل أبناء مأرب المنافسة في هذه الاستثمارات والمشاركة نظراً لاستئثار هذه القوى السياسية ،بكل شيء وحرمان أبناء مأرب من التنمية والتطوير من عوائد النفط والغاز المنتج من مأرب ،والذي يبقى مصير تلك العوائد المالية من النفط والغاز مجهول والمخصصة لتنمية مأرب في الصحة والتعليم وانشاء الطرق ،ودعم البنية التحتية  فمظاهر التطور والتنمية محددة وبصورة بسيطة فقط في مركز المحافظة بمدينة مأرب ، فالمدينة شهدت توسع عمراني وانشاء لبعض الطرق وخصوصًا الخطوط الدائرية حول مدينة مأرب، وانشاء جامعة اقليم سبأ وزيادة في الاستثمار المحلي ،بينما مديرية الوادي والتي تشتهر بإنتاج النفط والغاز، لم تحضي باي مشاريع تنموية او تطويرية على مدى فترة الحرب، والتنمية شبه معدومة في محيط مأرب بالإضافة إلى  مديريات الأخرى.

•حاولنا معرفة ما عانته محافظة مأرب من المهندس حسين العبيدي ،خلال سنوات الحرب والذي تسبب بتراجع  كبير ،في مختلف أنشطتها السياسية والاقتصادية والعسكرية ؟

يوضح المهندس حسين العبيدي أن مفتعلي ثورات الربيع العربي في اليمن والدول العربية ،توزعوا في مناطق سياسية واقتصادية هامة ، وأصبحت هذه القوى المؤدلجه والتي تتخذ من مأرب منطلقاً لها تمارس أجندتها على  حساب أبناء مأرب المسالمين ،ومن خلال سيطرتها على قيادة السلطة المحلية بمحافظة مأرب، والتي تدعم وتأوي هذه القوى الحزبية، وأعداد النازحين الذي يفوق عشرات أضعاف السكان الاصليين ،وهذا يعتبر أخطر التحديات التي ستواجه أبناء مأرب على المستوى القريب والبعيد، فتأثيرات التغيير الديموغرافي له ارتدادات أمنية وسياسية وثقافية واقتصادية خطيرة، طالما حذر منها مركز مداري وعدد من المنظمات ذات الاختصاص والأفراد والشخصيات الاجتماعية في مأرب، كما ان وجود موطن ومكان وزارة الدفاع الرسمية التابع للشرعية اليمنية ،بدعم هذه القوات العسكري التي تتبع فصيل سياسي معين، وتمارس انشطة لدعم القوات المحسوبة على حزب سياسي  وتقدم له السلاح والحماية داخل مدن المحافظة، بالإضافة ان القوى الامنية التابعة لهذا الفصيل  فرضت سيطرة كلية على المنشأت الاقتصادية والموارد ،والعمل داخل هذا القطاع والوظائف الهامة ، وقامت بعض الاطراف السياسية بطرد وازاحة الكثير من الكوادر الهندسية والادارية والتعليمية من أبناء سكان مأرب ، واستفردت هي بكل امكانيات هذه المحافظة ، وحرمت من ينتمي لمأرب بنوع من العنصرية والمناطقية ، واحتكر حزب الإصلاح كل إيرادات هذه المنشأت الاقتصادية والمالية، الى حساباته الخاصة في الداخل والخارج، بالإضافة الى حرمان مأرب من عوائد النفط وغيرها ،من قطاعات الإنتاج المحلي والزراعي والتعليم والتطوير الإداري.

•تعتبر أنت من الشخصيات التي طالما انتقدت الفساد والمحسوبية في مأرب ، وعارضت معظم الإجراءات في العديد من توجهات أطراف سياسية ؟

يتطرق المهندس حسين في إجابته أنهم تحدثوا عن ذلك بصفة شخصية، كما أن مركز مداري الذي يترأسه كشف عن وضع مأرب وحالة الفساد ،الذي يضر بكل اليمنيين وأنهم عندما يقفون ضد الفساد والذي يمارس في مأرب ،ويمتد شر ذلك الفساد الى عموم الوطن ، فإن  هناك قوى خارجية تشارك في هذا الفساد بدوافع الرغبة، في هدم الوطن اليمني وايصال اليمن الى مرحلة الجوع ، "وطلبنا من كل القوى الفاعلة في  اليمن لإنقاذ ثروات السيادية، والتي تتمركز معظمها في مأرب ومحيطة وتمثل ثروة وطنية ، ويجب على المبعوث الدولي لليمن ومبعوث الامم المتحدة الى اليمن، في وضع أليه في الحفاظ على سيادة البلد الاقتصادية" وكذلك إلزام القيادات الحكومية عبر الأمم المتحدة في كل من عدن وسيئون والمكلا ومأرب وصنعاء ،وميناء الحديدة بضبط هذه الموارد والمقدرات التي تخرج من النفط والغاز ، فالفساد في مأرب ليس سوى نقطة صغيرة من الفساد الذي يخيم على الوطن اليمني، سواء كان في  مناطق سيطرة مليشيا الحوثي أو في مناطق سيطرة الشرعية.

•مالذي حاولت فعله عندما كنت مدير لمؤسسة صافر في الفترة القصيرة التي تولتيها في  2016 حيث تم بعدها استبعاد الخبرات التي تنتمي لمحافظة لمأرب ؟

يجيب المهندس حسين العبيدي:  في  في عام 2016 عملت كمدير تنفيذي لشركة صافر للاستكشاف والإنتاج النفطي ،والتي تعد أهم موقع اقتصادي إيرادي  في اليمن، و حاولت في تلك الفترة إنقاذ المؤسسات النفطية وايراداتها لتحسين الوضع المعيشي للمواطن، ودفع رواتب الموظفين إلا أن مكامن الفساد واجهتني بقوة، وتعرضت للتهديد بعد ممارسة هذا النشاط من قبل أطراف الصراع وسلطات الأمر القائمة في البلاد، واكتفيت بالتواجد في عملي الفني المهني، وفي نفس الوقت تعطل نشاط شركة صافر في المنطقة الغربية في اليمن بالحديدة ،وتعطل كذلك  أنبوب تصدير النفط الذي يمتد من مأرب الى ميناء الحديدة في البحر الأحمر، وتعرض وقتها  للتخريب والخروج عن الخدمة، كما تعطلت باخرة صافر النفطية  وكنت أحاول مواجهة ذلك الفساد والتخريب المنهج للبنية الاقتصادية و النفطية، لتعزيز ايرادات الدولة ، وتم التواصل مع وزارة النفط لإصلاح وضع باخرة صافر من خلال تقديم تقرير لصيانة الخزان وتفريغه وتعزيز الوضع الغذائي والاقتصادي، ولكن المستغرب أن هناك اجراءات  أمنية تمت ضد الكوادر الوطنية والمؤهلة فيما بعد ،وتم تحيز قيادة السلطة المحلية كطرف متحيز و مخاصماً لكل من ينتقد الفساد ، فنحن في مركز مداري لدينا الاستعداد لتقديم كشفاً بالكوادر بمأرب والتي تم تحييدها واقصائها وتوقيف حوافزها المالية والمؤسسية، واستبدالها بكوادر حزبية اخرى بدلا عنها، وكان من الضروري  تشجيع ابناء مأرب في المساهمة المجتمعية وتمكين المراءة ورعاية الطفولة ،على ايدي الكوادر الوطنية المحلية وبحيث تعطى لمركز مداري والمنظمات المحايدة لتفعيل مثل هذه المبادرات والانشطة.

•حاولنا معرفة الدور الذي يقوم به  مركز مداري للدراسات والبحوث، وانشطته المدنية والسياسية والإقتصادية  في مأرب ودوره الفعال وما يواجه من تحديات وصعوبات ؟

يجيب المهندس حسين العبيدي: أن وجودهم في محافظة مأرب ،وفي ظل سلطة الامر الواقع الحاكمة وما تمارسه من تضيق على المركز، والذي أصبح عرضه للتهديد ، فهناك انفصال حقيقي  في المؤسسات في هذه المحافظة ، وضعف في وظائف عمل الدولة ، حيث ان نشاط المركز مستقل وليس سياسي ولا يتبع أي كيان سياسي أو عسكري ، كما أن طموح المركز هدف في خلق بنية تحتية من قواعد وبيانات وانشاء رؤية واسعة تخص المحافظة ولا يوجد حتى الآن مقر رئيسي للمركز في مأرب ، وحاولنا بناء قاعة مؤتمرات في مأرب والاستفادة من الخبراء الدوليين للدعم في هذه الأنشطة، لكن الصعوبات التي تواجه المركز والعمل المدني وفق ما تطرق اليه المهندس حسين في هذا الحوار، هو صعوبة التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية ،فهناك نوع من القرصنة تمارس من قبل سلطة الشرعية التي تحصر الدعم الخارجي والداخلي، المتمثل في البناء المؤسسي للمنظمات ومراكز الابحاث لمراكز ومنظمات حزبية، تخدم أهدافها وأجندتها وهذا نشاط محدود ولايخدم الواقع المدني كليا ويظل منحصر بناء على توجهات معينة .

•مأرب لم تنال الاهتمام الكافي لإخراجها من ظروف ما قبل الحرب ،وما بعد الحرب ، هي كانت تمول أي سلطة وهي كانت وثرواتها تعزز مراكز القوى ما الذي جنته مأرب من الثروات؟.

يرد  المهندس حسين : مأرب إصيبت بلعنة النفط ، فقبل الحرب كانت مأرب تحصل على جزء بسيط من عوائدها النفطية ،حالها مثل أي محافظة يمنية أخرى ولكن يظل الوضع السابق أفضل من الوضع الحالي ،وبعد الحرب تم السيطرة على تلك المنشأت النفطية رسمياً من قبل سلطات الشرعية، التي تفرض سلطتها على مأرب فأصبحت كل المقدرات النفطية تستخرج من مأرب مع حرمان سكان مأرب منها، وتحول سكان هذه المحافظة" كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول" ، كانت مأرب في الماضي تحصل على دعم من الحكومة المركزية والمحلية لبناء السدود والطرقات والجامعات ، فكانت حكومات اليمن السابقة تفتح الفرص للطلاب من محافظة مأرب  للحصول على المنح الدراسية! بينما اليوم لم يعد أبناء مأرب يحصلوا على منح دراسية أو وظائف، أو أي امتيازات كما كان معهوداً في السابق..

• أردنا من المهندس حسين معرفة أسباب عدم إيراد سلطات مأرب، لموارد ومبيعات النفط للبنك المركزي ،اثناء رئاسة عبدربه منصور هادي؟.

يقول حسين العبيدي : في الأساس تمكنت السلطة المحلية بمأرب في فرض سلطتها ،على البنوك والموارد المالية ،وبذات الوقت تجمع الأموال في مأرب في محلات الصرافة من عائدات النفط والغاز ،لعدم معرفتهم بالظروف السياسية ورفضت الاعتراف بسلطة البنك المركزي اليمني في صنعاء، وبعد أن تم نقله ، فقد تم فصل البنك المركزي عن منظومة البنوك في مأرب ، ورفضت سلطة مأرب توريد الأموال المركزية في حسابات وزارة المالية حتى للبنك المركزي بعدن، بعد ان تم نقله بقرار جمهوري من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، ومن يتحكم بالوضع في مأرب يعتبروا ما يحصلون عليه من مبيعات نفط مأرب ثروة  شخصية ،فهم يحولون الأموال لمن يريدون وجزء من هذه الاموال تذهب  للقيادات الحزبية الموالية لحزب الإصلاح ،وتم نقلها خارج الوطن ، واستثمارها في عواصم خارجية عربية كالأردن وتركيا ومصر وبعض دول الخليج العربي ، وتم استثمار هذه الأموال  في عواصم خارجية لصالح قوى وأفراد وامراء الحرب ، ولهذا فان اليمنيين يعيشون على الجوع والكفاف بينما هم هؤلاء المستفيدون من الحرب يجمعون هذه الموارد في مخالفة للدستور والقانون ،وهم مطالبون بإرسال أموال الشعب السيادية إلى البنك المركزي بعدن لإنقاذ الشعب اليمني في الشمال والجنوب ،ولإنعاش سبل المعيشة للمواطنين ، وقد حاولنا في مركز مداري ارشاد الحكومة اليمنية وسلطة مأرب لتسليم هذه الموارد ،حتى عبر الامم المتحدة وترفض سلطات مأرب ارسال هذه الموارد لإنقاذ الإقتصاد اليمني ،  فالإنتاج النفطي مستمر وسلطة مأرب مازالت  تتسلم الإيرادات وتكنزها لنفسها ، وحرمت مأرب من عوائد تلك الاموال والمستحقة بالقانون والدستور ، ونحن في مركز مداري نطالب بتحقيق دولي شفاف من قبل المنظمات الدولية ذات الاختصاص، لمعرفة مصير هذه الأموال واين ذهبت؟
ومحاسبة ومحاكمة الأشخاص والكيانات التي تقف خلف هذه الجرائم الجسيمة ،في حق الشعب اليمني المظلوم

•سألناه عن تقييمه لسياسات وتوجهات رئيس الحكومة الشرعية معين عبدالملك؟

يرد المهندس حسين العبيدي: لا يمكننا  الحكم على حكومة معين عبدالملك في  إدارة شؤن البلاد ، لإنها نادراً ما كانت تتواجد في الداخل اليمني ، فليس هناك مؤسسات حكومية قائمة ، و من الواضح أن هناك املاءات خارجية على حكومة معين ، فقد أعلن معين أن حكومته سوف تولي اهتماماتها بالجانب الاقتصادي والمعيشي للمواطن فقط، ولن يتدخل في الجانب الامني والعسكري ، بينما الوضع الاقتصادي شهد تدهور كبيراً في عهد معين ولا يزال ذلك التدهور الاقتصادي مستمراً، وقد يقود الي مجاعة في اليمن، حسب ما تذكره التقارير الدولية في ظل فشل حكومة معين عن القيام بأي معالجات ، فالفساد ارتفع بشكل مخيف في جميع المؤسسات الاقتصادية والإرادية ، مع عدم وجود أي مؤسسات وجهات رقابية لضبط نشاط هذه الحكومة ومسألتها.

•قلنا له أين تكمن المشكلة، فيما تعانيه مأرب واليمن بشكل عام ؟

وضح في حديثه : تكمن المشكلة في انقسام اليمنيين الى كيانات سياسية وأمنية وعسكرية ، تحركها أجندات ومشاريع عابرة للحدود ، فاليمنيين حولوا بلادهم بؤرة للصراع والتدمير ، فالصراع في اليمن حسب حديثه  يعتبر أقذر أنواع الصراعات في المنطقة وأخطرها ، فيما لايزال المستقبل اليمنيين مخيف، أما بالنسبة للنخب الحزبية وعلى رأسها نخب المؤتمر  الحاكم ل 33 عاماً ، لم يكن يملك رؤية للصراع بالمستوى المطلوب، فيما الأحزاب التي تولت الحكم مابعد 2011 من ضمنها حزب الإصلاح والتنظيم الناصري والحزب الاشتراكي أفشلوا كل خيارات الحل ،والصراع في اليمن أصبح عبارة عن أوراق لعب ومقايضات، تتعلق بالطاقة والاقتصاد العالمي واليمنيين أصبحوا أدوات اللعبة ولا يستطيعون انقاذ بلادهم ، فيما  المنظمات الدولية ودول التحالف  فاقموا من حدة الأزمة الداخلية ،وزاد عدد اليمنيين الذين لا يحصلون على طعامهم ،خاصة في سنوات الحرب  بناء على ما أنتجته الخيارات العسكرية، وتهرب بعض الدول من تحمل المسؤولية وهذا خلق ظروف خطيرة على الشعب اليمني، وأصبح ذلك يهدد ظروف الدولة الواحدة..

•قلت لمهندس حسين ما الذي  فعلته الاحزاب لخدمة مأرب ، وتعزيز النشاط السياسي والاقتصادي والتنموي فيها؟.

رد المهندس حسين : مأرب مجتمع قبلي بحت ولا توجد انشطة حزبية ، ولكن توجد فروع ،فكل حزب يحتكر دعمه لإنصاره وكل حزب يصارع الأخر ، حتى منعت هذه الاحزاب أبناء مأرب من يكون لهم أي نشاط حزبي ، وأتت الحرب  واستولى الأسلام السياسي على مأرب ، حتى أن المؤتمر الشعبي العام انقسم الى قسمين ، والوزارات انقسمت وتعطلت العجلة السياسية والتنموية ،بينما ظروف مأرب تدهورت كثيراً لإن هناك طرف أصبح يرى أن هذه المدينة غنيمة حرب ،وعليه أن يخضع سكانها لمنطق الغلبة وحرم سكان مأرب  من أن يلعبوا دوراً مهما في حماية وتنمية محافظتهم .

•حاولنا أن نسأل المهندس حسين عن اخفاقات محافظ مأرب خلال فترة تولية حكم مأرب.؟

يعتبر المهندس حسين أن السلطة المحلية الجديدة في مأرب ،استولت في وقت مبكر بعد انشاء الربيع العربي على الوضع في هذه المدينة ، وقامت بالاستيلاء على جميع المجالات  الاقتصادية والنفطية ، وحصلت سلطة مأرب  على أموال ومقدرات هذه المحافظة، إلى  حسابات شخصية وسياسية ، ويخشى رئيس مركز مداري  ان تقوم سلطة الحوثي باقتناص الفرصة وتجتاح مأرب للسيطرة على هذه الموارد الانتاجية ،وتحت ذريعة استعادة اموال الشعب كما تدعي ، فمليشيا الحوثي تجيش الناس في مناطق سيطرتها  ضد مأرب الآن ،ومسألة الهدنة في الوقت الحالي ليست طويلة في صناعة سلام دائم و،عين الحوثيين مازالت تركز على اخضاع مأرب والسيطرة عليها كليا، وهذا مازال أحد أهم المخاطر التي تهدد مأرب على المدى القصير والطويل .

تعليقات

اكتب تعليقك