خالد الطراح: الإدارة الحكومية الجديدة

زاوية الكتاب

كتب خالد الطراح 544 مشاهدات 0


يخطو الأخ الفاضل الشيخ أحمد النواف، سمو رئيس مجلس الوزراء، بخطوات ثابتة وواضحة الأهداف نحو تصحيح نهج عمل الإدارات الحكومية السابقة، وتقديم البدائل الجديدة والفاعلة بهدف معالجة الخمول والرتابة والترهل في الجهاز الحكومي وغياب روح المبادرة لدى الوزراء والقياديين أيضاً.

لا شك أن الجهاز الحكومي يعاني من ترهل تاريخي وروتين بيروقراطي عميق بسبب طبيعة الإجراءات والنظم من جهة، وبسبب قيادات خاملة حتى على مستوى الوزراء من جهة ثانية، علاوة على غياب المساءلة والمحاسبة الحكومية للجميع على صعيد الأداء الوزاري.

ليس من المجدي المقارنة بين قيادة الشيخ أحمد النواف مع رؤساء حكومات سابقة، فالنظر إلى الخلف لا يخدم وتيرة سرعة المعالجة العملية والمهنية لنظم بيروقراطية وقيادات تعوّدت على العمل المكتبي، وعدم التعرّف عن قرب لاحتياجات المراجعين وأصحاب العلاقة حتى الموظفين. 

قاد رئيس الوزراء بنفسه جولات ميدانية مكثفة في مرافق الدولة الخدمية، كالصحة والإسكان ومجمع الوزارات، مهتماً بحرص شديد غير مصطنع للاستماع إلى احتياجات الناس وتوجيه تعليمات مباشرة وبشفافية للقيادين ورسائل للوزراء الخاملين، أمام جميع الأطراف المعنية وليس خلف كواليس مغلقة.

نعم هناك وزراء خاملون، بل هم عبء على رئيس الحكومة الجديد، فمعظم الوزراء الحاليين، باستثناء الأخ الفاضل الشيخ طلال الخالد، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والداخلية بالوكالة، هم جزء من تركة ثقيلة لحكومات متواضعة الأداء سياسياً، وهو ليس تجنياً. 

وتشمل التركة التي يحملها الشيخ أحمد النواف حالياً وزراء ساهموا بانتهاك الدستور في تأييد ومجاراة رئيس الحكومة السابق الشيخ صباح الخالد بطلبه تأجيل استجوابات دستورية له و«المزمع» منها، وهي سابقة تاريخية غير دستورية!

الوزراء، وكذلك القياديون الذين يلونهم ينبغي أن يكونوا جميعاً مصدرا للتطوير والمبادرات الإصلاحية لمعالجة الخلل بالجهاز الحكومي، وليسوا أفرادا لتلقي التعليمات من رئيس الحكومة شخصياً وتنفيذها، فمسؤولية رئيس الوزراء أكبر من قيادة تقييم اداء كل الأجهزة الرسمية وتوجيهها على نحو مهني. 

استفاد الشيخ أحمد النواف من جولاته الميدانية في التعرف على حجم الخلل والكسل لدى وزراء وقيادات مثيلة، فهناك وزراء يعملون وفق قائمة الانتظار للتوجيهات والتوجهات لرئيس الحكومة، وهو مؤشر على غياب روح المبادرة في التطوير بعيداً عن البهرجة الإعلامية والإنشائية.

معظم الوزراء الحاليين يعملون بروح حكومات سابقة ويعتمدون على نمط عمل غير مبادر ولا علاقة له بالعمل المؤسسي، حيث يسود حصر العمل بتقديم التقارير الروتينية والإنشائية على طاولة مجلس الوزراء، في حين الواقع في وزاراتهم والاجهزة التابعة تئن من البيروقراطية.

اختار الشيخ أحمد النواف بدقة متناهية هذه الفترة في التعرف على إمكانيات الوزراء الذي توارثهم حكومياً لمرحلة انتقالية حتى الانتخابات المقبلة وتشكيل حكومة جديدة تليق بنشاط وتوجهات وأهداف غير مسبوقة لدى رئيس الوزراء الذي يحمل توجهات جديدة لإحداث إصلاحات شاملة. 

بدا جلياً أن وتيرة العمل في وزارات الدولة والأجهزة التابعة تحلق منفردة ومن دون أدنى درجات التناغم تحت مظلة حكومة واحدة، وقد حان وقت التجديد والمحاسبة والتقييم، تمهيداً لعلاقة تشريعية وتنفيذية واعدة بالتعاون المثمر لتنتشل الكويت من التراجع والفساد بشتى أشكاله.

تعليقات

اكتب تعليقك