خالد الطراح: د. سعد بن طفلة.. الوزير الذي؟!
زاوية الكتابكتب خالد الطراح أغسطس 27, 2022, 10:40 م 439 مشاهدات 0
الأخ العزيز الدكتور سعد بن طفلة، وزير الإعلام الأسبق، لم يزل يعتز بمهنته كأستاذ جامعي، وليس بمنصبه الوزاري السابق، كما يحصل عند الغير من الذين يعشقون تضخيم أنفسهم بمناصبهم الوزارية السابقة!
يحرص الدكتور سعد بن طفلة على التواصل مع طلبته، ويسابق الزمن في الوقت نفسه نحو الكتابة والنشر في تخصصه اللغوي بالدرجة الأولى، ثم في القضايا السياسية والإعلامية المختلفة والمعقدة دولياً وإقليمياً ومحلياً.
لم يفكّر دكتور سعد بن طفلة يوماً في فتح ملفات سياسية كانت تحت يده حكومياً، في حين تقوّل بعض زملائه من الوزراء السابقين عليه، ولم يرد عليهم، أو بالأحرى لم يهتم بما يزعم غيره عنه.
ثقة د. سعد العجمي بنفسه تعني له الكثير، وكذلك ثقة المقربين منه، وأسرته في المقدمة، ثقة لا تتزعزع عند كل التطورات السياسية والاجتماعية، لا يساوم على ما لديه من معلومات حكومية حساسة، أخلاق تسمو على البهرجة والتكسّب الإعلامي.
فتحت الصحافة ووسائل الإعلام العربية والأجنبية أبوابها للدكتور سعد بن طفلة، باستثناء الإعلام الكويتي والصحافة المحلية، معادلة ليست غريبة ولا هي مقلوبة، بل إنها بتقديري نتيجة حتمية لمواقف فكرية وسياسية للشخص نفسه.
تشرفت بأن أكون سلف الدكتور سعد بن طفلة في رئاسة المركز الإعلامي في لندن، وشهدت على ملفات ومسارات مهنية، كان له الدور الأكبر فيها، لكنه سرعان ما ترجل من قيادة وزارة الإعلام ـ خلال سنة ـ انسجاماً مع قناعاته الشخصية والسياسية.
كانت استقالة الدكتور سعد بن طفلة الوزارية خبراً مثيراً للجدل والاجتهاد.. لكنه فضّل الصمت ومراقبة المشهد السياسي، من دون أن يعلق أو يرد على أحد أو أي طرف سياسي وحكومي، ملتزماً بقناعته وقراره الشخصي.
على عكس تجربة الدكتور سعد بن طفلة الوزارية، هناك من تكسّب وتملّق وتزلّف حكومياً وسياسياً، بالرغم من تواضع التجربة السياسية، وهي ظاهرة حكومية كويتية تحتضنها بعض التيارات السياسية وبعض الوزراء السابقين!
أعلم شخصياً بتفاصيل سياسية كثيرة تتعلق بالدكتور سعد بن طفلة العجمي، ومنها الكثير الذي يمكن أن أتكسّب من ورائه إعلامياً، ولكن معرفتي وعشرتي مع الأخ العزيز د. سعد تمنعاني من أن أكسر تلك القواعد والقيم التي احتضناها سوياً لسنوات طويلة وحتى اليوم.
يظل د. سعد الذي لم يتكسّب من وراء استقالته متحفظاً على ما جرى حينذاك، لأنه شاهد على جزء كبير منها بذاكرة حديدية لا تخونه، مفضلاً التركيز اليوم على ما يجري في الساحة المحلية والإقليمية سياسياً وثقافياً من دون النظر إلى الوراء.
انسجم د. سعد مع قناعته الشخصية وأخلاقه، من دون توجيه سهام النقد لمن دفعه نحو الاستقالة الوزارية، ولا لمن استبعده نهائياً من المشهد السياسي الرسمي حتى في المناسبات البروتوكولية، ولا الإفصاح عن ظروف الاستقالة سعياً وراء بطولات وهمية كما يفعل غيره.
تعليقات