دراسة تربط مرض التوحد بجزء في الدماغ

منوعات

الآن - وكالات 439 مشاهدات 0


يعكف فريق من الباحثين في الولايات المتحدة على طرح تساؤلات ومحاولة تقديم إجابات تتعلق بتطور جزء من مخ الانسان يعرف باسم "القشرة الجديدة" وعلاقة هذا الجزء ببعض الإعاقات والأمراض الذهنية التي تصيب البشر مثل مرض التوحد.

 

ويؤكد الفريق البحثي من كلية الطب بجامعة "إيه أند إم" بولاية تكساس الأمريكية أن الدراسة الجديدة تثري حجم معرفتنا بدور القشرة الجديدة لمخ الانسان "نيو كورتيكس" في تفسير التفوق العقلي والذهني لدى البشر مقارنة بغيرهم من الثدييات، وعلاقة هذا الجزء باصابة البعض بإعاقات ذهنية مثل "اضطرابات طيف التوحد".

 

القشرة الجديدة

وأدرك العلماء منذ سنوات طويلة أن هناك علاقة قوية بين درجة ذكاء الثدييات وتلك الطبقة الجديدة من الخلايا في الجزء العلوي من المخ التي تعرف باسم القشرة الجديدة، ويعتبر هذا الجزء من المخ هو المسؤول عن الوظائف العليا للبشر مثل الفهم والادراك واللغة. وتعكس المساحة المسطحة للقشرة الجديدة مدى تطور القدرات العقلية لفصائل الثدييات المختلفة.

ويعتقد العلماء أن اضطرابات طيف التوحد من بين الأمراض الذهنية التي تتعلق بنمو هذا الجزء من المخ البشري. ومن بين العوامل الأساسية التي تحدد أسس نمو القشرة الجديدة طريقة توزيع وعدد الخلايا الجذعية العصبية التي تقوم بدور الوحدة البنائية للمخ.

 

رصد سماكة في جزء بالدماغ

وذكر الباحث شيجيانج زي الاستاذ المساعد في كلية الطب وأحد المشاركين في إعداد الدراسة فيتاس إيه بانكايتيس: "من أبرز الأسباب الجينية للإعاقات الذهنية وجود طفرة في جين يطلق عليه اساساً اسم /إل.إي.إس /1"، مضيفاً أن "هذه الطفرة الجينية تؤدي إلى تكوين مخ أملس السطح، وهي ظاهرة ترتبط بالاعاقات الذهنية".

ومن بين الملاحظات التقليدية لدى المصابين بالأمراض الذهنية أن القشرة الجديدة لديهم تكون أكثر سمكاً من المعتاد، ولقد رصدت دراسات حديثة أن من بين الفروق الشائعة لدى مخ مرضى التوحد أن القشرة الجديدة لديهم تكون أكثر سمكاً بشكل غير طبيعي.

 

أهمية الدراسة الجديدة

وفي إطار الدراسة التي أجريت بتمويل من المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة ومؤسسة روبرت إيه ويلش وأوردتها الدورية العلمية "سيل ريبتورتس"، يحاول الباحثان فيتاس إيه بانكايتيس وشيجيانج زي الإجابة على هذه التساؤلات.

ويؤكد الباحثان أن نتائج هذه الدراسة تزيح النقاب عن عامل مهم لتحديد مخاطر الإصابة بالتوحد وغيره من الأمراض الذهنية. كما أن فهم القواعد المنظمة لنمو القشرة الجديدة للمخ يمكن أن يحسن فرص ابتكار أدوية ووسائل علاج أفضل لبعض الأمراض العصبية والعقلية.

وذكر شيجيانج زي أنه "في حين ربما تكون هناك أسباب كثيرة لتفسير لماذا يزداد سمك القشرة الجديدة للمخ بدلاً من اتساع رقعتها، فإن الدراسة البحثية التي نقوم بها تفتح مجالاً جديداً لتفسير لماذا يعاني مرضى التوحد الاضطربات الذهنية من قشرة جديدة للمخ أكثر سمكاً".

تعليقات

اكتب تعليقك