محمد الرويحل: بالعربي المشرمح: إنها أمانة!!

زاوية الكتاب

كتب محمد الرويحل 419 مشاهدات 0


حين حاز سمو الشيخ أحمد النواف ثقة سمو الأمير وسمو ولي العهد لتولي رئاسة الوزراء حاز أيضاً قبولا ودعما من غالبية الشعب الكويتي الذي تفاءل بتوليه إدارة شؤون الدولة، ولأنه يعرف أنها أمانة فإن عليه أن يتذكر حادثة الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري حين طلب من الرسول الكريم أن يوليه المسؤولية ليخدم دينه فرفض النبي عليه السلام رغم حبه له ليس لأنه ليس أهلاً لها بل لأن رسولنا الكريم يعرف مواصفات القيادة والمسؤولية وليس لأي شخص يمتلك تلك الصفات، وهكذا الأمر حصل مع أحمد النواف.

ولأن الجميع يعلم مدى جسامة المسؤولية التي على عاتق سمو الرئيس وحساسية المرحلة التي تولى بها رئاسة الحكومة وحجم الفوضى والفساد الذي خلفته المرحلة السابقة والخطوات الإصلاحية التي بدأ بها منذ بداية عهده، والتي يتأمل المواطنون استمرارها واستدامتها، وفرض دولة القانون والمساواة، فإن ذلك يحتم عليه اختيار فريق ذي خبرة ودراية من ذوي الصفات الخاصة لرجال الدولة، الذين يتمتعون بالعدالة وحسن التدبير ورجاحة العقل والحكمة وقوة الرأي والحجة لحفظ حقوق الأمة وحقوق الدولة، حتى لا يتفاجأ بفخاخ الفاسدين ومؤسستهم والذين لن يتوانوا عن إزاحته بكل ما يملكون من قوة ونفوذ، وعن محاربة وعرقلة أي خطوات إصلاحية يقوم بها ومن شأنها تعطيل مصالحهم ونفوذهم.

ولأنها أمانة عظيمة ومرحلة جديدة فإن على سموه أن يختار الرجل المناسب في المكان المناسب بعيداً عن المساومات والمحاصصة والترضيات حتى لا يتمكن منه خصومه، وحتى يستمر دعم الشعب له كما هو الآن، فالحرب السياسية لن تنتهي بسهولة، ولن يستسلم الفاسدون لقراراته وحربه على فسادهم دون مقاومة ونصب الشراك، الأمر الذي سيجعل المسؤولية عظيمة على عاتقه، ولحسن حظ الرئيس أنه مدعوم من القيادة السياسية ومن غالبية الشعب الكويتي الذي سيسهل مهمته إن اختار فريقه بعناية ودقة.

يعني بالعربي المشرمح:

يا سمو الرئيس لأنها أمانة وأمانة عظيمة فعليك ألا تختار الضعيف فيضعفك وألا تختار المتردد فيؤخرك وألا تختار سريع الغضب فيورطك وألا تختار الفاشل فيسقطك، واختر القوي الأمين ذا الرأي القوي والحجة الرزينة والخبرة والحكمة، وذا العدل والحق وأصحاب الخبرة في مجالاتهم ليعينوك، وابتعد عن المحاصصة والمساومة والترضيات فهم من تسبب في تخلفنا ودمر ديموقراطيتنا، وانتهكوا دستورنا، وخلقوا لنا الفوضى والفساد.

تعليقات

اكتب تعليقك