عبد الرب الفتاحي: الرئيس رشاد العليمي إين يجب أن يضع خياراته
زاوية الكتابتعمل العديد من الاطراف في اليمن لفرض خيارات ذات طابع عدائي، لعرقلة المجلس الرئاسي اليمني في القيام بمهامه ،وتسعى هذه القوى من خلال ما تملكه من امكانيات مالية وسياسية ،وماتمثله -سلطتها العميقة - منذ أن سيطرت على واقع الدولة، خلال السنوات السابقة. ووضعت المحافظات المهمة والنفطية تحت يديها، لتمارس ضغطاً كبيراً لتفكيك واضعاف حركة المجلس في التغير واعادة رسمه للتوازنات السياسية والعسكرية .
هذه القوى تعمل ضمن أجندة متشابكة، لفرض الواقع الذي يناسبها ويحمي مصالحها التي بنتها بطرق غير قانونية، وتتعارض مع مصالح اليمنيين وهذا ما جعل هذه الاطراف تسارع في عمل استباقي للدفع بالوضع نحو الهاوية، لتقوم بعرقلة القرارات الرئاسية واضعافها وأعتبر ما يقوم به المجلس ؛من تغيرات وانشطة نشاطا غير شرعي وفق وجه نظرها ومصالحها .
رشاد العليمي هو الحلقة الاضعف داخل المجلس الرئاسي ،من خلال رسم سياسات هذا الكيان السياسي الجامع، وهو عاجز في الظروف الطارئة في فرض الاجندة والخيارات الوطنية - هو منفرد من دون غطاء اقليمي ومالي وعسكري – الذي قد يعزز قراراته وتوجهاته على الارض ،أو من خلال الضغط الذي قد يقوم به لفرض مايريده مقارنة بشخصيات تملك ألوية عسكرية ضخمة، وامكانيات وأجندة بعضها يناقض المصالح اليمنية ويعمل ضمن واقعين ،بين أن يكون جزء من مشروع المجلس الرئاسي والوطني وفق واقعه السياسي الجديد ،وبين رهانات تعاطيه بشكل غير واضح مع مشروعه الذي يمارسه بفعالية أكثر، لتعطيل توجهات المجلس وعرقلة عمله ووظيفته وتحقيق مشروعه المتجاوز للثوابت اليمنية.
السلوك العدائي الموجه ضد المجلس وخاصة الرئيس رشاد العليمي مغطى بسياسة غير واضحة ،من جميع القوى المشاركة في المجلس الرئاسي أو بعضها، وعرقلة عمل المجلس الرئاسي من خلال الاستعانة به في شرعنة الصراعات والتغيرات ،وهذا ما يتناسب فعلياً مع الدور الذي مضى ولعبته الاطراف المشاركة في المجلس، لتكون ذات توجهات وغطاء سياسي وعسكري، ضمن واقع التحالف ضد مليشيات الحوثي، حيث أن هذه القوى والشخصيات وجدت نفسها ضمن المجلس الرئاسي، وأعتقدت أن هناك من يعمل لإضعاف مصدر قواتها و كيانها في تشكيلة المجلس الجديد ،مما قد يدفعها في الاخير للتخوف والاعتزال ،وهناك من يريد استخدام الرئيس رشاد لسياسة أبعد وأكثر خطورة للتمهيد لمشروعه، ليقوم بضرب عصفوريين بحجر، بعدها سيكون الرئيس مدفوعا وفق غريزة حب البقاء لا الحكم والسيطرة .
سينتهي دور الرئيس رشاد العليمي بعد استخدامه في التصادم الجاري بين القوى المتصارعة ،والتي لا تملك غير تهيئته ليكون مسيراً في اجراء التحولات والتعينات، فهناك من يجر الرئيس ليكون أداته في دفعه للتخاصم وبذلك سيكون مجرد من الفعالية مع الوقت، إذا لم يقوم الرئيس رشاد بإختيار رجاله من الذين يجب أن يثق بهم في الوظائف ،ويجب أن يكون رجال الرئيس داخل الدولة ومن يختارهم للمناصب العليا ،من الكفاءات الوطنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية .
خلال الفترة الحالية ظهر الكثير من السياسيين والقيادات العسكرية والاقتصادية ،بجلبابها السياسي سواء كانوا ضمن الايدلوجية السياسية أو ضمن الافراز المناطقي المدعوم خارجياً ،وهذا مايجعل وضعية المجلس الرئاسي غير ثابتة بسبب كثرة النزاعات والطموحات داخل المجلس المتناقض فعلياً ،والذي بدأ غير مؤسس وفق مشروع وطني حقيقي يعمل بناء على طاقة وسياسة موحدة .
التغيرات التي يجب ان يقوم الرئيس رشاد العليمي بها في اعادة رسم طبيعة السياسات ،هو ألا يستثني أحد من التغيرات، ويعمل على تفكيك اشكال القوات المسلحة المنضوية لجميع الاطراف وفق مخططات فوضوية، تشكلت ضمن هذا السياسة في السنوات الماضية ، ومن الضروري توحيد هذا القوات بناء على عقيدة عسكرية وسياسية موحدة ،وذلك لكسر إرادة أي طرف يفكر في الانقلاب والاستحواذ.
الرئيس مطالب على احداث تغير فعلي في توجهات الدولة ،من خلال اجراءات ذات فعالية أوسع، سواء في اختيار الشخصيات الوطنية التي تتمتع بإستقلالية كبيرة وإرادة متوازنة لاتميل إلى قوى الصراع، التي تجمع جهودها ليس لخدمة واقع المجلس ومساعيه لإعادة اصلاح الوضع السياسي والاقتصادي في اليمن .
كما أن هناك ضرورة من الرئيس لمواجهة الشركات التجارية التي تتعمق في أكثر من اتجاه ،وهي سبب رئيسي في الازمة الاقتصادية ورفع اسعار السلع ،وذلك لقوة رجال الاعمال والشركات في اختراق الحكومة والرئاسة لتمثيل مصالحهم، من خلال وجودهم الكبير داخل منظومة الحكومة ،وذلك لإن هناك شركات كبرى لها رجالها المدعومين من تلك الشركات ، وهم يعملون وفق حالة من التكريس الاحتكاري والاستغلال لضمان بقاء صفقات الفساد السياسي والاقتصادي، والتي تذهب لهذه القوى التجارية والتي صارت بالفعل سلطة عميقة ،داخل كيان الدولة لتمثيل هذا الاحتكار والعبث والتلاعب بظروف اليمنيين ومستقبلهم وبقائهم.
هناك خيارين للرئيس رشاد العليمي في تمثيل السلطة بشكل حقيقي ،هو أن يكون مستقل وصاحب إرادة سياسية في التغير ،وهذا يفرض عليه العمل وفق أليات واضحة وشفافة في كافة خطواته واتجاهاته، وكذلك في كل التغيرات التي سيقوم بها ، لذلك فإن أي خطوة لإحداث نقلة نوعية في الخريطة اليمنية المدمرة ،يكمن في اعادة ضبط القوى الفعلية التي ستقف معه إلى النهاية وهذه القوى هي التي تدرك، أن الرئيس يعمل للمصلحة العليا ومصلحة اليمنيين جمعيا ،وأن عملية إضعافه هي اضعاف لارادة اليمنيين وطموحهم المشروع وأحلامهم النبيلة .
تعليقات