د.مبارك العبدالهادي: أُم ولكنها أُمَّة

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 397 مشاهدات 0


صمتُّ كثيرا واحترت كثيرا في كتابة هذا المقال عن بطل يجب أن يسطر له التاريخ حروفاً من ذهب... ولكن الأكثر إثارة للحيرة وارتجافا للقلم بين يدي هو وصف أم يعجز كل شيء أمامها لأنها أم بحجم أمة... إنها والدة البطل الشهيد إبراهيم النابلسي التي تسبق الدموع كل حرف يُكتب عنها عندما كان ردها على استشهاد ابنها البطل «كلكم أولادي وهناك 100 إبراهيم». 

أمام شموخها وبسالتها ووقوفها أمام الجميع دون أن تذرف دمعة، قامت بحمل جثمان ابنها وهي تودعه بالحمد لله والزغرودة الفلسطينية لفرحها وسعادتها بأن هذا البطل غادر شهيداً.

إبراهيم الذي كان محاصرا من جيش الصهاينة بعث برسالة قبل استشهاده لهذه الأم يودعها فيها وهو سعيد بذلك.

صباح الخير يا عرب، صباح الخير يا أمة الإسلام... صباح الخير لكل ضمير حي أمام ما يرتكب من مجازر الصهاينة الذين استباحوا كل شيء أمام صمت مريب، باستثناء بعض الإدانات والاستنكارات، بل إن هناك من يمد لهم يده رغم عروبته وإسلامه، ولكن للأسف الشديد هذا الأمر بمثابة سياسة عندهم لأنهم باعوا القضية منذ زمن طويل وكأن فلسطين لا وجود لها.

إن استمرار الانتهاكات والجرائم الصهيونية لا بد أن يواجه بحزم لا بمجرد تصريحات مكررة ومكتوبة وجاهزة للنشر فقط أو اجتماعات اعتدنا على تكرار ما يقال فيها أو يدار عبر ترديد الشعارات الرنانة التي تتلاشى مع انتهاء هذه الاجتماعات التي هي مجرد تنفيس لغضب الشعوب ذات الضمير الحي.

الأنكى من ذلك أن المنظمات العالمية التي تدعي محاربتها للجرائم الإنسانية وغيرها من الشعارات التي تعلنها أمام العالم لا تحرك ساكناً تجاه المجازر الصهيونية بل بينها من أصبح يبرر ويدافع عن الصهاينة، لأنها منظمات مأجورة ولا علاقة لها بالإنسانية، بل تقلب الحقائق وتعتبر دفاع الشعب الفلسطيني المناضل وشهداءه الأبطال هم من ارتكبوا المجازر.

أي انسانية يدعون؟! وأي مبادئ يطلقونها؟! بل هي ضمن المخططات التي وُضِعت منذ أعوام لتنفيذ الأجندة اليهودية في المنطقة وتمددها عبر مصطلح السلام الذي هو بريء منهم ومن هم على شاكلتهم من المستعربين والمتأسلمين الذين باعوا القدس من أجل مصالحهم الضيقة واعتقادهم أن مصافحة اليهود هي اليد التي ستمهد لهم البقاء على كرسي السلطة.

إن قصة البطل الشهيد إبراهيم النابلسي هي ضمن قصص العديد من الأبطال الذين دافعوا وناضلوا من أجل قضيتهم وأرضهم التي استبيحت ولكنها ستظل دروساً قد يستفيد منها من يدعون السلام بأن التطبيع مع الصهيوني هو انتكاسة ونكسة وعار على الجبين.

شكراً للشعب الفلسطيني المناضل الذي يكشف لنا كل يوم عجز من يدعون عروبتهم وإسلامهم، وشكرا لهذه الأم التي علمت العديد من الدول درس البطولة والبسالة من أجل البقاء والحفاظ على القدس، بعيدا عن تبريرات البعض لإخفاء سواد وجوههم لأن فلسطين لا تعنيهم والقدس لا تمثلهم.

آخر السطر:

ضاع شادي بصوت فيروز.

تعليقات

اكتب تعليقك