"قاهر السرطان".. طبيب شغل الجزائريين لعقود

منوعات

الآن - وكالات 644 مشاهدات 0


"بيننا وبين الألم مسافة صغيرة، وبيننا وبين المريض رَحمة".. هو مبدأ انتهجه الجراح الجزائري البروفيسور عبد الحميد آيت بن عمر، الملقب بـ"قاهر السرطان" في مهنته، فهو لا يتوقف عن معالجة المرض الخبيث حتى آخر دقيقة يرتجي فيها البحث عن طريق الشفاء.

وظل هذا الجراح لمدة تزيد عن 40 سنة يواسي مرضاه ويطمئن عائلاتهم. ويقول إنه "في النهاية بين المرض والموت بالأورام الخبيثة خيط رفيع اسمه التفاني في العمل وإعطاء الأمل للمرضى في حصول الشفاء"، مؤكداً أنه يصر على أن يُجبر أوجاعهم ويسكِّن القليل من آلامهم.

ثقة الناس في هذا الجراح كسبها من محيطه البسيط ومن أنين المرضى، إذ يواجه المرض في المستشفيات الحكومية ويرخي يديه لكل من يمسك بهما، رغم العروض التي تهاطلت عليه من قبل العيادات الخاصة.

سمعة طيبة

"قاهر السرطان" لقب صار لصيقاً بآيت بن عمر، إذ هو أحد أعمدة الصحة في الجزائر. فقد عمل كطبيب عام ثم كجراح لمدة 4 عقود فضلاً عن تقديمه لمحاضرات لطلبة الطب في الجزائر والمشاركة في مؤتمرات وطنية ودولية، متنقلًا بين أروقة المستشفيات الحكومية. وفي المقابل رفض المسؤوليات الإدارية.

كذلك يعتبر أحد العشرات من الجراحين الذين يحظون بسمعة طيبة بين المرضى والطواقم الطبية نتيجة تفانيهم في العمل وبعث الحياة في قلوب المرضى رغم أوجاعهم.

من أشهر القصص

وآيت بن عمر طبيب جراح متخصص في جراحة الأورام عمل بمستشفى حكومي بالجزائر العاصمة. وتُعتبر قصته من أشهر القصص المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقضي هذا الجراح كل يومه تقريباً في المستشفى لإجراء عمليات جراحية معقدة قد تصل مدتها إلى 16 ساعة.

فهو يحضر إلى مكان عمله كل يوم أثناء بزوغ الفجر ليكون في قاعة العلاج على الساعة الرابعة فجراً ويغادر حوالي الساعة العاشرة ليلاً كل أيام الأسبوع وحتى في الأعياد، وفق مقربين منه.

مُواسي الضعفاء

وعلى الرغم من خبرته واعتباره أفضل الجراحين في الجزائر فإنه رفض الإذعان للعروض التي تلقاها على مر السنين من العيادات الخاصة والمصحات المتخصصة في الأورام، معتبراً مهنته الحقيقية أن يواسي الضعفاء ممن لا يمكنهم دفع المال للعلاج. وهو ما جعل شعبيته تصعد في أوساط مرضاه ومختلف فئات المجتمع، ممن أنقذهم من الأورام التي كانوا يعانون منها، أو من وقف إلى جانبهم في محنة المرض، وشهادات مرضاه في حقه كثيرة.

كذلك يحظى كغيره من الأطباء في الجزائر بشعبية منقطعة النظير، فمنهم من وُسِم بلقب "حبيب الفقراء"، ومنهم من عرف بـ"ابن أولاد الشعب". وكثيرون منهم فضل البقاء في الجزائر فيما غادرها الآلاف من الاختصاصيين في قطاع الصحة.

وفي الجزائر عدة كفاءات بمجال الطب على غرار البروفيسور مصطفى بن يحيى، رئيس جمعية جراحة القدم الدنماركية، بالإضافة إلى البروفيسور حكيم جاب الله، مدير معهد باستور سابقاً في كوريا الجنوبية الذي قدم توضيحات وتحليلات مفيدة حول فيروس كورونا على أكبر القنوات التلفزيونية العالمية والمحطات الإذاعية، والدكتور كمال صنهاجي، مكتشف دواء الإيدز في أميركا، وغيرهم.

تعليقات

اكتب تعليقك