جيهان بركات: فتنة النور

فن وثقافة

824 مشاهدات 0


"عافَ الدروبَ وخلّاني وبوْصَلَتي
وراح يتبِعُ في لألائها السَّببَا!"

قلبٌ ينزع إلى لألاء الحقيقة الأبدية، يتحرر من أغلال الحياة الزائفة، يستجيب إلى نداء الروحانية الصافية ، هو قلب ينهل من نهر السعادة والطمأنينة.

الشاعرة المصرية المبدعة جيهان بركات بقصيدتها الوارفة عمقاً والنابضة صدقاً تلامس ذلك النداء الروحاني الشفيف:  

منها  إليَّ، فلا  أسوارَ  لا حُجُبَا
شمسٌ تذيبُ غمامَ البُعدِ والسُّحُبَا

وتبعثُ الدفءَ والتَّحنانَ يكلَؤني
كأنه  صار لي  أمًّا  وصار  أبَا!

عينانِ نورُهما آيٌ، وحسنُهُما
خمْرٌ، وكلتاهما تمُدُّ لي سببَا

سَلَّمْتُ مِقلادَ أمري مُذْ تقاذَفَتا
قلبي بطرفَيْهما، واستمرأَ اللَّعِبَا

عافَ الدروبَ وخلّاني وبوْصَلَتي
وراح  يتبِعُ في  لألائها  السَّببَا!

يسبِّحُ الوجدُ في عينيهِ مُبْتَهِلًا
وترقُصُ الرَّاحُ في أقداحها طربَا!

نورٌ يُعَرِّفُ لي "عدْني"، يمَهِّدُها
وفتنةٌ تشعلُ الجمْرات واللهبَا!

مَنْ منهما سوف يُغوينا فنتبَعَهُ
يا قلبُ؟ معْ مَنْ سنمضي في الهوى حُقُبَا؟

تعليقات

اكتب تعليقك