علي البغلي: المخدرات المميتة.. وصمت أبو الهول!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 413 مشاهدات 0


نهدي اخبار انتشار المخدرات المميتة، التي نشرتها القبس في 14 يوليو الجاري – وما خفي كان أعظم – الى الذين أصبحنا لا نراهم أو نسمع عن آرائهم إلا في بلدنا المنكوب بأمثالهم. 

خبر القبس الذي ضيق خلوقنا على أولادنا وبناتنا الشباب، الذين جنحوا لتعاطي المخدرات المميتة، والتي تنمي روح العدوانية لدرجة القتل لمتعاطيها من الشباب والآباء وحتى الامهات، وهذا أمر يحصل لاول مرة في الكويت – أي أم تقتل فلذة كبدها - تحت تأثير تلك السموم الدموية إن صحّ الخبر! 

***

ذكرت القبس أن حصيلة تجارة المخدرات التي قبض على منفذيها كانت 200 مليون دينار، أي 600 مليون دولار في الـ 8 أشهر الأخيرة (طبعا وما خفي كان أعظم بعشرات المرات) لان أسعار تلك المواد الدموية السامة والمخدرة في الكويت، تجاوز 10 أضعاف سعرها في الدول المجاورة! وقد نتج عنها تزايد الجرائم المسجلة ضد الاحداث بنسبة 300 % خلال العام الماضي، 

اذ جرى تسجيل 97 جريمة قتل والشروع فيه، و1550 جريمة خطف واعتداء بالضرب، والتي قام بها الشباب من الفئات العمرية من «17 – 30» عاما. وتبين أن أغلب المتهمين متعاطون لتلك المواد المميتة وقت ارتكاب جرائمهم الدموية. 

*** 

وأنا شخصيا.. أعتقد وأرجح أن هذه الممارسات الدموية المشينة يرجع أحد أهم أسبابها للمادة «206 جزاء» التي تمنع استيراد وتداول الخمور في الكويت فقط، وقد كانت تلك المواد متداولة بيعاً وشراء وتناولاً أثناء كل حقبات التاريخ ما عدا الكويت بمادتها 206 من قانون الجزاء السيئة الذكر.. فلا بلد خليجياً أو عربياً أو عالمياً تحدث به جرائم مريعة تزداد أعدادها سنوياً كالكويت.. بالنسبة لعدد السكان.. وقد زرنا كل أنحاء العالم بما فيها الدول الخليجية الشقيقة، وارتدنا مقاهيها ومطاعمها وملاهيها ولم نشاهد فيها %1 من العنف الذي نراه ونسمع عنه يومياً من شبابنا وكهولنا بسبب تلك المواد القاتلة التي تمنع تداولها كل بلدان العالم قاطبة. 

*** 

كتبت قبل مدة عن اعدام الخمور المضبوطة، وتلويث تربة صحارى الكويت المحدود، فثار علي الأصوليون، وكأني لا سمح الله نهيت عن أداء الصلاة او الصيام او الاحسان للمحتاج.. أقول لهؤلاء وأمثالهم إن دم ضحايا المخدرات وحجز حرياتهم في رقابكم.. ورقاب حكوماتنا التي تخاف من ظلها، وآرائكم المتخلفة عن ركب الحضارة والمجتمعات المنفتحة، بينما نراكم صامتين صمت «ابو الهول» في مواجهة السرقات المليارية والفساد والتردي الضارب أطنابه أينما نولي وجوهنا في الكويت، التي أوصلتموها لقيعان التخلف.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. 

هامش: 

للمتربصين المتخصصين بالاصطياد بالماء العكر بعد قراءة مقالي أعلاه.. أقول لهم والله على ما أقوله شهيد أنني من غير المتعاطين والحمد لله.. لا للمخدرات ولا للخمور.

تعليقات

اكتب تعليقك