عبدالعزيز الفضلي: مَنْ المُستفيد مِنْ التطبيع؟

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 443 مشاهدات 0


«لا يُلْدغ المؤمنُ من جُحْرٍ واحدٍ مرّتين» وصيّة نبوية.

كم أتمنّى لو تأخذ الحكومات التي تسعى للتطبيع، بهذه الوصيّة النبوية.

فتاريخ اليهود عبر الزمن مليء بالغدر والخيانة ونقض العهود، تعاهد معهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما قَدِم المدينة المنورة بعد الهجرة، لكنهم خانوا ذلك العهد ونقضوا الوعد - وحوادث الغدر موجودة في كُتب السيرة لمن أحبّ الرجوع لها - فطردهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- من المدينة وأخرجهم منها.

لذلك كيف للمسلمين أن يثقوا بهم أو يعقدوا التطبيع معهم وهذه صفاتهم؟

ثم يحق لنا أن نتساءل: مَنْ المستفيد مِنْ التطبيع؟

كل المؤشرات تدل على أن المستفيد الأول والأكبر هي دولة الاحتلال، لأن التطبيع سيسهل لها الحصول على بترول المنطقة، وهو أرخص من الأسواق العالمية، وسيفتح الأسواق العربية - المعروفة بالاستهلاك الكبير - للبضائع الإسرائيلية ما يساهم في دعم اقتصاد دولة الاحتلال.

التطبيع سيمكن الصهاينة من التغلغل للأسواق العربية، وهم معروفون بخبثهم ومكرهم، ما سيجعلهم من أكثر المؤثرين في زعزعة اقتصادها.

تواجد الصهاينة داخل البلاد العربية سيسهل من اختراقها، ومن إيجاد عملاء لها ما يعتبر تهديداً للأمن القومي.

من يرى تحكم اليهود في الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والقنوات الرئيسية، ودورها في توجيه الرأي العام بما يخدم مصالح دولة الاحتلال، لا يستبعد أن يكون لهم الدور نفسه بعد التطبيع.

نقول إن التطبيع مرفوض شرعاً وعقلاً، فمن ناحية العقل ذكرنا تاريخ اليهود، وبالتالي لا يمكن لعاقل أن يستأمنهم. وأما شرعاً فالتطبيع يعني الصلح الدائم مع اليهود، والإقرار لهم بما هم عليه من احتلالٍ للأراضي وإراقة للدماء وهدم للبيوت وبناء للمستوطنات، وحرمان لملايين اللاجئين من العودة إلى ديارهم، واستمرار لحصار غزة الذي مضى عليه أكثر من 15 عاماً، وتنازل عن سيادة المسلمين على المسجد الأقصى، وهذا ما لم يقل بجوازه أيٌّ من علماء المسلمين المعتبرين.

من هنا لا بد من رفض التطبيع جُملة وتفصيلاً، ودعم المرابطين على أرض فلسطين، حتى يأتي التحرير، وهو قادم بإذن الله ما دام هناك طائفة منصورة قال عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم-:

«لا يضرّها مَن خالفها أو خذلها». وأشار إلى أنهم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

تعليقات

اكتب تعليقك