فيصل غايب العتيبي: إلى معالي رئيس الوزراء القادم.. ضع التعليم نصب عينيك

محليات وبرلمان

فيصل غايب العتيبي 1000 مشاهدات 1


إلى معالي رئيس الوزراء القادم،، تحية طيبة

لم يسبق لي أن وجهت لمسؤول  خطاباً  كهذا وذلك لعدم ملاءمة الظروف حينذاك، والآن وقد بدأت تلوح أمامنا بوادر الإصلاح نرى فرضا و لزاماً علينا أن ننصح  ونساند،  راجين منك أن تستمع  لخطاب المحبين من أبناء الوطن .  
معالي رئيس الوزراء .. لا يخفى عليك أنّ  تسكين الألم يحتاجه المريض مؤقتاً ولكن معالجة الطبيب لمصدر الألم ذاته هو الحل والهدف  والغاية، ولا يغيب عنك كذلك  أن ثروتنا النفطية هي المصدر الوحيد وهي قابلة للنضوب في لحظة ما، وتتحكم بإنتاجها ظروف عديدة ومتغيرة، فنأمل أن تجعل بناء الإنسان هدفك القادم، وأن تعيد تأهيل الكويت وطناً ومواطنين و يكون الهدف تأمين مستقبل أجيالها وحسن إدارة مواردها، وبوابة بناء الإنسان هو التعليم، فنرجو أن تضع التعليم نصب عينيك لأنّه سبب  كل تقدم كما هو التخلف سبب كل بلاء، وهنا أعني التعليم الحقيقي ولا أعني التعليم الحالي الصوري وهو أشد خطراً لأنه  يعكس تصورا يخالف الواقع ولا يلبي احتياجات الدولة على  الرغم من الميزانيات الضخمة التي ترصد من أجله .
وما نراه اليوم من ظواهر سلبية في المجتمع مثل تفشي الفساد والعنصرية وانتشار الجهل والتكاسل والفوضى وفقدان الأمن وتدني القيّم وتفكك الأسر وانتشار الإدمان وضعف الولاء في المجتمع، والتبعية للقبيلة والعائلة والطائفة، والخلل الكبير في التركيبة السكانية واعتمادنا على الغير في القيام بمعظم أعمالنا ....ما هو إلا نتاج  التعليم الردئ والذي سببه الأساسي عدم وجود رؤية واضحة للدولة ،وجهل القائمين على عملية التعليم و قد حذر البعض ممن أدركوا  خطورة هذا الاتجاه الحكومات السابقة ولكن لم يجدوا من يأخذ بآرائهم ومقترحاتهم.
 معالي رئيس الوزراء القادم .. إن الأمة التي تسير بلا خطة واضحة لعقود قادمة هي أمة تتجه إلى المجهول وتعرض أجيالها لخطر الشتات والضياع  وقد وصلنا  الآن لمرحلة خطيرة ألا وهي مرحلة استنزاف  أموال الأجيال القادمة مما يعني أنهم سيواجهون مستقبلا مجهولا لا رحمة فيه في عالم متغير لا يعرف سوى مفهوم تبادل المنافع والإنتاج الحقيقي
معالي رئيس الوزراء القادم.. إن نتائج المستقبل تعتمد على تخطيط وتنفيذ الحاضر ونعود للقول: إن إيجاد التعليم الحقيقي الواضح الأهداف هو الذي يؤمن للأمة  التخصصات كافة  التي تحتاجها ، فالتعليم المبني على خطة بناء أمة يُؤّمن مستقبلها ويحميها من الفقر والعوز والتشرد ، تعليم يستثمر العناصر البشرية و يخلق أيدي عاملة منتجة في كافة التخصصات خلال العقدين القادمين ، تعليم يخدم مستقبلنا ويستثمر مواردنا ويغطي حاجاتنا.
ولأبناء وطني العزيز أقدم نصيحتي الذهبية فأقول علينا أن نستعد من الآن لنكون أيدي عاملة ومنتجة في بلدنا، وهذا يجنبنا مستقبلا أن نكون  أيدي عاملة في بلدان أخرى والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها عودة العمالة الماليزية من الخارج عندما قاد مهاتير محمد ثورة التعليم في ماليزيا في ستينيات القرن الماضي .. ولذلك  فلا بد من فرض العمل الفني فى بداية  الأمر بالتدريب والتهذيب  
واعلموا بأن طريقنا ليس مفروشاً بالورد، فهناك من سيقاوم الإصلاح ويحارب التحول للتعليم الإنتاجي لفساده أو تكاسله، وعندما نقرأ في سير المصلحين أمثال  مهاتير محمد وغيره نجد أنهم قد واجهوا رعاة الفساد بكل قوة واستعانوا على ذلك بالكفاءات الصالحة لتنفيذ خططهم الطموحة في سبيل تأمين أجيالهم  وإنقاذ وطنهم  من الضياع  
وأخيراً معالي رئيس الوزراء: لا يخفى عليك بأن  جهل العوام لم يعد يراهن عليه لتصديق الخطط الكلامية فقط فالواقع والظروف تقول غير ذلك.
وفي الختام أسأل الله لوطننا العزة والتقدم ولكم التوفيق والسداد.
فيصل غايب العتيبي
مدير ثانوي سابق

تعليقات

  1. كلام من ذهب ..

اكتب تعليقك