علي البغلي: «انْطُرْ لمن يجيك الربيع»!

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 445 مشاهدات 0


ذهلت عندما قرأت خبراً عن أن مجلس وزرائنا «المتفرج» كلف الجهات المختصة (وزارة المالية) بتطوير مشاريع جزيرة فيلكا وأسواق المباركية، وفق أحدث المواصفات تماشياً مع رؤية الكويت.. وسبب ذهولي أن «الجهات المختصة» حسب ما وصفها «مجلس الفرجة على خيبتنا»، لم تقدم أو تفعل شيئاً تقارن فيه كويت التقدم «سابقاً» بعلى الاقل الدول أحبابنا بمجلس التعاون الخليجي! 

فجزيرة فيلكا ثُمنت منازلها منذ أوائل التسعينيات وما زالت خراباً يباباً، فقصر الشيخ عبدالله الجابر جار قصر دسمان، الذي كان متحفاً يأخذنا اليه أساتذة مدارسنا عند طفولتنا، وقصر ما يسمى الشيخ خزعل او الغانم مقابل قصر الشيخ عبدالله الجابر المهدم لا يزال أطلالاً منذ عشرات السنين، مدرسة عايشة في الشارع القريب من شارع الاطلال والمواقف (شارع الشيخ فهد السالم سابقاً) ما زالت أطلالاً، وأتذكر ذهابي لحضور حفلة موسيقية مع المغفور له الدكتور أحمد الربعي في أحد الصباحات، لان جلسة مجلس الأمة التي كنا أعضاء فيها بالتسعينيات كانت مملة! 

*** 

لا وأزيدك من الشعر بيتاً عزيزي القارئ.. فإن القرية التراثية بمنطقة شرق على شارع الخليج العربي، التي ما زالت وظلت للآن مبنية بالأسود، وهي تقع قرب بيت ديكسون الذي يبلغ عمره ما يجاوز عشرات السنين هو ودواوين أهل الكويت، مثل ديوان الملا والعسعوسي والروضان والشملان، وبيوت بهبهاني التي ما زالت عامرة وغيرها.. لا نظرة واحدة الى مبنى المستشفى الاميركي الرائع الذي يشغله الآن متحف الكويت الإسلامي، الذي كان يديره المغفور له صديقنا الغالي الشيخ ناصر صباح الأحمد وزوجته العزيزة الشيخة حصة صباح السالم حفظها الله ورعاها. 

مبنى المستشفى اللامع يشعرني بالخجل، لأن والدتي كانت تأخذني لذلك المستشفى، وأنا طفل لم أتجاوز السنوات الـ5، ثم تنزلني لشاطئ البحر مقابل المستشفى لأسبح قليلاً.. 

ولا أدري ما سبب وقوف حكومتنا التي تتولى صرف المليارات من أموال نفطنا واستثماراتنا متفرجة على كل تلك المخجلات؟!

*** 

في شهر سبتمبر الماضي ذهبت في اجازة قصيرة لمدينة النور «باريس» التي درست فيها لفترة بعد اجتيازي المرحلة الثانوية بمنتصف ستينيات القرن الماضي.. «شارع الشانزليزيه» وهو من أعظم شوارع العالم بنظافته وآثاره الخالدة، يحفه من الشمال قوس النصر، الذي بناه نابليون منذ قرون، والمسلة المصرية جنوباً، وهي مسلة جلبها نابليون من مصر بعد استعمار الفرنسيين لمصر منذ قرون. بلاط الشانزليزيه لم يتغير منذ مئات السنين، وما زالت محال ذلك الشارع ومقاهيه ومطاعمه ومحاله لامعة وتبرق من نظافتها وجاذبيتها. شانزليزيه الكويت شارع فهد السالم ملأته الحكومات المتفرجة بمواقف السيارات والمجمعات التجارية المهجورة التي لا يزال أصحابها «المتنفذون» لا يرضون تسليمها للحكومة التي قبضوا منها الثمن منذ ما يزيد على العقدين وتركوا فيها دكاكينها المغلقة المهجورة تعبث بها الفئران؟! 

تبادلت الحديث عن هذه المواضيع مع أحد الأصدقاء سائلاً إياه: «متى ستستعيد حكومتنا رشدها لنلحق.. لا بفرنسا أو إيطاليا، ولكن لنلحق بإخواننا الخليجيين؟!» قال لي المثل الكويتي الشائع: «انطر يا حمار.. لين يجيك الربيع»! 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك