د.مبارك العبدالهادي: نفضة الإصلاح

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 460 مشاهدات 0


انطلاق قطار الإصلاح يدشن معه متنفساً لدى الشعوب ويعيد إليها الثقة بما فقدته في بعض مؤسسات دولها، خصوصا عندما يكون ذلك واقعاً لا مجرد شعار يردد، ولكن ما المقابل؟

هذا السؤال هو الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا عندما تهل علينا الانفراجات والخطوات الجادة لمكافحة الفساد وتطهير الأجهزة ممن يعبث بها مهما كان من يقف وراءه، فيجب أن نقابل ذلك بدعم هذه الخطوات ومواجهة أي عبث وفضح الفاسدين والمتجاوزين والمخالفين، ومن بين تلك الخطوات اللجنة المشكلة من وزير الداخلية بشأن القيود الانتخابية لتصحيح مسار العمل الديموقراطي في الانتخابات لكي تكون بعيدة كل البعد عن التلاعب الذي يقوم به بعض المرشحين، لاسيما أن هذه اللجنة ستكون محايدة وتضم عدة جهات حكومية وأخرى فاعلة في المجتمع المدني لضمان الحيادية في تقصي الحقائق.

إننا مطالبون جميعاً بأن نساند أي خطوة إيجابية دون أي اعتبارات من أجل مستقبل وطن أفضل بعد أن عانينا من صراع وتناحر سياسي لسنوات توقفت معه تنميتنا.

إن الرسالة يجب أن تكون صادقة وواعدة من الشعب الكويتي المعروف عنه دائما وعيه وإدراكه وتصديه للعابثين، فالعديد من المواقف أثبتت مواقفه الصلبة وحضوره المميز واللافت في مواجهة المتسلقين والمتلاعبين.

الأمل معقود على أبناء الكويت في الانتخابات المقبلة لاختيار ممثليهم الذين أمامهم مسؤولية جسيمة في معالجة كل المثالب والسلبيات وإقرار المشاريع المهمة ومحاسبة الفاسدين، فضلاً عن دعم الجهود الخاصة لإنجاز المشاريع التنموية التي تأخرت كثيراً.

إن المسؤولية المجتمعية تلعب دوراً مهماً في تصحيح المسار والاعوجاج، ورغم كل ذلك فلاتزال العقلية الرجعية والفزعة الغبية حاضرتين لأن هناك من لم يتعلم من أخطاء الماضي ونكسات من كانوا يمثلون على الأمة، فتجدهم الآن يروجون لبعض المرشحين من النواب المتخاذلين لخوض الانتخابات القادمة وتجميل صورتهم البشعة، وقلب الحقائق وتشويه صورة من دافعوا عن القانون وحماية الدستور من أي طعنات، وهؤلاء الذين فزعتهم الغبية وراء ضياع الحقوق وتخبط الأوضاع وتكريس الصورة الضبابية تجدهم تارة يشتكون من تراجع الأوضاع وعدم تحقيق بعض النواب للأهداف السامية للديموقراطية، وفي الوقت نفسه يغردون خارج السرب بدفاعهم المستميت عن نفس الأشخاص الذين ينتقدوهم، ولكن كل ذلك تحت إطار الفزعة والعنصرية، كما لو كان الأمر يمسهم وأسرهم، ولكن الحقيقة لديهم وفق مبادئهم التي اعتادوها من الخنوع والخضوع والانبطاح أمام من يدعون أنفسهم نواباً للأمة.

إن تكرار عودة بعض الممثلين على الأمة بمثابة انتكاسة حقيقية سنعيشها على مدى أيام تحمل معها إسفافاً واصطفافاً وراء المصالح الضيقة دون النظر للمصلحة العامة، خصوصا أن الفرصة حاضرة الآن نحو تحقيق كل التوجهات الإصلاحية.

آخر السطر:

من لم يتعلم من أحداث الماضي فلن يضع مصلحة الوطن نصب عينيه... الكويت فوق الجميع.

تعليقات

اكتب تعليقك