د.مبارك العبدالهادي: تطهير

زاوية الكتاب

كتب مبارك العبدالهادي 957 مشاهدات 0


لبيك اللهم لبيك... لبيك لا شريك لك لبيك. 

اليوم يقف الحجاج على جبل عرفة يرجون رحمة المولى عز وجل ومغفرته، ونحن جميعاً نطلب العفو والمغفرة ونقاء النفوس وتطهيرها من الشوائب التي هي السبب الرئيسي في تلوث العديد من الأشخاص وانسلاخهم من ثوبهم الحقيقي الناصع البياض، وارتدائهم ثوب الفساد لتنطلق معه رحلة التجاوزات والتلاعبات والمخالفات والاختلاسات، وغيرها من الأمور التي لن تنفع أصحابها بعد أن يصبح مقرهم في نهاية المطاف مترين تحت التراب وكفناً يغطي أجسادهم.

إن طريق الهداية والإصلاح والعودة من الخطأ والخطيئة أمر واجب حتى ترحل هذه النفس وتودع الحياة بصفاء ونقاء، وهذا الأمر يجب أن نعيه جيدا حتى لا يزداد الحساب وترصد الفاتورة جملة السيئات التي نرتكبها في كل يوم، وخصوصا من يؤتمن على منصب معين أو من يملك القرار ويشرع، وغيرهما ممن يجب أن يراجعوا أنفسهم مرارا وتكرارا قبل ظلم أي أحد أو ارتكاب أي فساد، لأن هذا الأمر لن ينفعهم عند فنائهم ومحاسبتهم من رب العالمين، ويجب أن يعي الناس أيضا أنهم شركاء بأي قرار خاطئ من نائب فاسد تم اختياره وهم على معرفة وإدراك بذلك، بل هناك من تم شراء ذمته مقابل صوته وهؤلاء موسمهم يبدأ خلال الفترة المقبلة بعد تحديد موعد الانتخابات فتجدهم يبحثون عن الرائش لإيصالهم للراشي، فهؤلاء جزء من تراجع المؤسسة التشريعية ويجب معاقبتهم أشد العقوبة.

إن بيع الصوت مقابل حفنة من الدنانير هو بيع مستقبل أجيال لفاسد يريد أن يجرف ليملأ حساباته بمزيد من الفساد عبر التلاعب بالكثير من الأمور التي يوجه من خلالها بعض المستفيدين الذين يسعون لمصالحهم الخاصة.

الأمر الذي يجب أن يدركه الذين انحرفوا عن مسارهم الصحيح، ولاسيما في هذا اليوم المبارك، هو أن عليهم أن يراجعوا حساباتهم جيدا ويستوعبوا حجم المعاناة التي تسببوا بها للآخرين عبر انقلابهم على مبادئهم وعلى من منحوهم الثقة والأمانة وانخدعوا بكلامهم المعسول، فقد تقبل توبتهم وتعود إليهم عقولهم والذاكرة المفقودة التي كانت ذات قيمة قبل أن يخنعوا ويخضعوا ويتحولوا ويصبحوا مجرد أدوات.

التوبة ليست عيباً، والاعتراف بالخطأ من شيم النبلاء، والصدق من صفات الأنقياء، والإخلاص من سمات الأوفياء... فكم من مذنب تاب وعاد إلى عقله بعد أن اختلسه الخبثاء؟ 

آخر السطر:

الاعتزال أفضل قرار يتخذه المنبطحون والمنقلبون والمتحولون لأن محاولات تجميل الصورة واللعب على العواطف والمشاعر لن يعيدا لهم ثقة الغالبية.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك