عبدالعزيز الفضلي: ما شبعتم؟

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 841 مشاهدات 0


أستغرب عندما أشاهد ذلك الانكباب على الكسب الحرام لدى بعض الناس، وإصرارهم العجيب على جمع الأموال بغض النظر عن مصدرها!

أرى البعض يتنافس للوصول إلى مجالس إدارات الجمعيات التعاونية، وهدفه تكوين ثروة من الحرام!

وأسمع عن بعض المسؤولين أو الموظفين ممن يعطّل المعاملات، ولا يقبل بإنجازها إلّا بعد دفع مبلغ وقدره...

وهناك مَن يتاجر في الإقامات ويستعبد العمال، ويمتص دماءهم وعَرق جبينهم، فلا يضع الإقامة إلّا بمبلغ، ولا يُصدر البطاقة المدنية إلّا بمبلغ، والراتب لا يُسلّم كاملاً... وتحويل الإقامة بمبلغ...!

وهناك من يخون الأمانة ويختلس الصندوق، ويأتي بفواتير وهمية أو ملعوب في قيمتها وأرقامها!

وبين فترة وأخرى، تقرأ خبراً عن القبض على بعض المتلاعبين بالسلع الغذائية من حيث نوعيتها أو تاريخ صلاحيتها، أو بعض أصحاب المطاعم الذين يقدمون أطعمة فاسدة، غير عابئين بأرواح الناس وصحتهم!

ومن الأمور المؤسفة انتشار ظاهرة الرشوة في الوزارات، أو المؤسسات الحكومية أو الخاصة، والتساهل في أخذها، وكأنهم لم يسمعوا بأنّ رسول الله،عليه الصلاة والسلام، قد لعن الراشي والمرتشي والوسيط بينهما!

ومن صور الكسب المحرّم، أكل الربا، وقد تجرأ العديد من الناس على أخذ الربا من البنوك وغيرها، مع أن درهم ربا أشد عند الله من ست وثلاثين زنية، أدناها أن يأتي الرجلُ أُمّه!

في الحقيقة هناك العديد من صور الكسب المحرّم كالسرقة وشهادة الزور ونقص الكيل والميزان وغيرها.

وأقول لمن يسعى لاهثاً لجمع المال من الحرام: ما شبعتم؟

وماذا بعد جمعك لهذا المال؟ وكم سنة ستعيش؟

وعندما تفارق الحياة الدنيا وتدخل قبرك ماذا ستأخذ معك؟

وعندما تُبعث يوم القيامة ويسألك الله تعالى عن مالِك: من أين اكتسبته، بماذا ستُجيب؟

إذا كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وبالبعث والحساب، فاحرص على المال الحلال، وتخلّص من المال الحرام قبل الرحيل، وادعُ الله قائلاً: اللهمّ اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنِني بفضلك عمّن سِواك.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك