عبدالعزيز الكندري: كيف أختار تخصصي الجامعي؟

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الكندري 697 مشاهدات 0


فرحة التخرج كبيرة للطلبة وأولياء الأمور والمعلمين، إنها حصاد سنين من الدراسة والتعب والسهر، وكل شخص يحصل على نتائج أعماله طوال السنين الماضية، وهي تمثل نهاية مرحلة وبداية المرحلة الجامعية المختلفة عن مراحل الدراسة في المدارس، وفرحة ودموع الوالدين لا توصف في هذه المرحلة، خصوصاً بعد مرحلة طويلة وشاقة من الحصاد، ونتمنى التوفيق للجميع في حياتهم القادمة...

ومعظم الأسر توصي أبناءها وتحثهم على دراسة الطب أو الهندسة، أما بقية التخصصات فكانت النظرة دونية لها. وكانت الأسر تردد على الطفل مقولة «ادرس ليل نهار واحصل على درجات مرتفعة، ومن ثم ستحصل على الوظيفة الحكومية التي توافر لك الدخل العالي»، وحتى تتباهى وتتفاخر الأم أمام صديقاتها بأن ابنها أصبح مهندساً!

ونادراً ما كانت هناك وصايا للطلبة للذهاب للقطاع الخاص أو عمل مشروع خاص أو اختيار التخصص الذي يناسب قدرات الطالب ومطلوب في سوق العمل، وهذا هو الأصل.

قبل أشهر قليلة، بلغ اجمالي عدد المهندسين الكويتيين العاطلين، في مختلف التخصصات الهندسية من المسجلين في ديوان الخدمة المدنية، 2200 مهندس ومهندسة، وهذا الرقم في ازدياد كبير نتيجة الخريجين داخل الكويت وخارجها هذا العام.

وحاز تخصص الهندسة الصناعية، القدر الأكبر من العاطلين عن العمل، وبلغ عدد المسجلين 720... وفي تخصص الهندسة الميكانيكية 672، وفي هندسة البترول 248، ثم بقية التخصصات الهندسية...

وهذه نتيجة طبيعية بسبب الفجوة بين الجامعات وسوق العمل.

ولكن الغريب ما زالت هناك بعثات للتعليم العالي لدراسة الهندسة بالتخصصات التي فيها فائض عن حجم سوق العمل.

والأغرب إعلانات «البعثات الداخلية»... ولماذا يتم الابتعاث رغم تكدس الخريجين...؟

فعلاً أمر عجيب مع أن هناك حاجة كبيرة لدراسة الطب وليس لدينا إلا كلية طب واحدة لا تقبل إلا العدد القليل كل سنة، ومستشفيات جديدة بلا أطباء!

إن العالم يتغير بصورة غير متوقعة وبسرعة كبيرة، وهناك وظائف ستختفي.

وبحسب التقرير الصادر عن المنتدى العالمي «مستقبل الوظائف» فان «الروبوتات» ستحل محل الكثير من الوظائف الحالية، وستستحدث وظائف أخرى تعتمد عليها، والتكنولوجيا ستغير وجه الكثير من الصناعات التقليدية... لا أقول خلال عشر أو خمس سنوات وإنما خلال سنة أو سنتين... لذلك من المهم اختيار التخصصات الجامعية بناء على ذلك، وستكون لغة البرمجة، هي لغة العصر والذكاء الصناعي سيدخل في معظم الأعمال حتى في الأعمال الطبية.

رسالتي للخريجين: ابحث عن تخصص تحبه، وهناك طلب عليه أو ما يسمى بالشغف، ويفضل أن تكون هذه الجامعات على مستوى عالٍ وذات سمعة طيبة.

واسأل عن التخصصات المطلوبة في السوق ولا تخشى من طرح الأسئلة... اقرأ عن التخصص، اسأل الذين سبقوك.

وليكن الخيار الأول هو العمل في القطاع الخاص وليس الحكومة.

ولكن مع الأسف معظم الخريجين حديثي التخرج يفضلون العمل بالقطاع الحكومي، لأنهم يرون أن الوظيفة الحكومية مضمونة على حسب تعبيرهم، وهناك عدد قليل يهمه تطوير نفسه، وهذا مؤشر غير جيد نتيجة التنشئة والعادات التي اكتسبها الخريج أثناء دراسته المختلفة.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك