قمة "الناتو" في اسبانيا تنطلق اليوم وتتناول 6 محاور أساسية وتتبنى قرارات جوهرية

عربي و دولي

ستختتم بالإعلان عن المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف للعقد المقبل

506 مشاهدات 0


تنطلق في إسبانيا اليوم الثلاثاء أعمال القمة ال 32 لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في لحظة يصفها الحلف بالمحورية على الصعيد الأمني في ضوء الحرب في أوكرانيا وما تسببت به من زعزعة السلام في أوروبا وفي أزمات طاقة وغذاء.
وستركز القمة التي يشارك فيها 41 وفدا على مستوى رؤساء الدول والحكومات بينهم زعماء الدول الحليفة ال 30 على ستة محاور جوهرية وستختتم بالإعلان عن المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف للعقد المقبل يوم الخميس المقبل.
ويتمركز المحور الأول حول تعزيز قوة الردع والدفاع طويل المدى للحلف (الناتو) حيث سيتخذ الحلفاء قرارات لتعزيز القدرة على حماية كل شبر من أراضي الدول الحليفة والدفاع عنها كما سيتخذون قرارات لإبقاء الحلف متأهبا.
وضمن هذا الإطار أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ في المؤتمر الصحفي قبيل القمة أمس الاثنين في (بروكسل) ان الحلف سيعزز دفاعاته الاستباقية ويزيد حجم قواته للتدخل السريع إلى أكثر من 300 الف جندي وذلك إثر التهديد المباشر من روسيا للأمن الأوروبي علما بأن حجم القوات يبلغ حاليا 40 ألف جندي معظمهم في الجناح الشرقي الحلف.
ويتجسد المحور الثاني في دعم أوكرانيا على المدى الطويل حيث يقدم الحلفاء دعما عسكريا وماليا قويا منذ فبراير الماضي "لمساعدة أوكرانيا على التمسك بحقها في الدفاع عن النفس على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة" على حد تعبير الحلف نفسه.
وسيتخذ المشاركون في القمة قرارا بتكثيف ذلك الدعم علما بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيشارك على الأرجح في القمة عبر مكالمة فيديو.
أما المحور الثالث فهو إطلاق المفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو للعقد المقبل وتجهيزه للتحديات الأمنية الحالية وتوجيه تطوره السياسي والعسكري ليكون مستعدا لمواجهة تحديات الغد.
وسيعيد المفهوم الاستراتيجي الجديد التأكيد على قيم (الناتو) وأهدافه ومهامه وتحديد المواقف المشتركة ولاسيما تلك المتعلقة بروسيا واعتبارها "عدوا" كما سيتناول الصين للمرة الأولى.
ويتناول المحور الرابع تعزيز الشراكات وتأكيد أهمية سياسة الباب المفتوح للعمل بشكل أوثق مع البلدان والمنظمات ذات التفكير المماثل ولاسيما بعد اتخاذ فنلندا والسويد القرار التاريخي بالانضمام إلى الحلف.
كذلك سيعمل (الناتو) على زيادة دعمه لجورجيا والشركاء الآخرين لتعزيز امكاناتهم وقدرتهم على الصمود علما بأن زعماء الشركاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وهي أستراليا واليابان وجمهورية كوريا ونيوزيلندا سيشاركون للمرة الأولى في قمة ل(الناتو).
وسيعقد الأمين العام للحلف اجتماعا في وقت لاحق اليوم الثلاثاء مع فنلندا والسويد وتركيا لبحث مسألة انضمامهما وتذليل العقبات.
أما المحور الخامس فهو التكيف مع التهديدات والتحديات في جميع الاتجاهات ويشمل ذلك تهديدات الإرهاب والأمن السيبرانية والتكنولوجيات التخريبية والتأثير الأمني لتغير المناخ فيما سيتفق قادة (الناتو) على منهجية جديدة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050 والتكيف مع التهديدات التي يفرزها الاحتباس الحراري.
كذلك سيطلق قادة (الناتو) صندوقا للابتكار لدعم الشركات الناشئة وتطوير حلول متطورة للتحديات الأمنية للحفاظ على التفوق التكنولوجي.
ويتعلق المحور السادس والأخير بتعزيز الوحدة والتضامن عبر المحيط الأطلسي حيث سيتخذ قادة (الناتو) قرارات لمواجهة الوضع الأمني الجديد ومواصلة "الحفاظ على السلام ومنع الحروب وحماية شعوب الدول الحليفة وقيمها".
وسيصل الرئيس الأمريكي جو بايدين بعد ظهر اليوم إلى قاعدة (توريخون دي أردوث) العسكرية حيث سيكون في استقباله الملك الاسباني فيليبي السادس قبل ان يجتمع لاحقا برئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز في قصر (لا مونكلوا) الرئاسي.
كذلك سيتفقد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ حال وصوله إلى مدريد في وقت لاحق اليوم المرافق التي ستنعقد فيها القمة في مدينة المعارض (إيفيما) قبل القاء الخطاب الافتتاحي بعد ساعات على ان يختتم اليوم الأول من القمة بحضور مأدبة عشاء يدعو إليها الملك الاسباني جميع القادة المشاركين في القمة.
ويشهد يوم غد الأربعاء أول اجتماعين على مستوى رؤساء الدول والحكومات إلى جانب الاجتماعات واللقاءات على هامش القمة قبل استجابة قادة الناتو والدول الأوروبية غير الحليفة لدعوة من الاسباني سانشيز إلى مأدبة عشاء في متحف (إل برادو) لبحث القضايا الأمنية المشتركة.
وسيعقد يوم الخميس المقبل الاجتماع الثالث والأخير على مستوى رؤساء الدول والحكومات كما ستقام مراسم التوقيع على انشاء صندوق الابتكار التابع لحلف (الناتو) قبل ان يختتم ستولتنبرغ أعمال القمة بمؤتمر صحفي لتقييم مخرجاته.
وسيحضر القمة 44 وفدا دوليا منها 41 على مستوى رؤساء الدول والحكومات يرافقهم وزراء الدفاع الخارجية بينهم رؤساء الدول الحلفاء ال 30 وقادة أربع دول في الاتحاد الأوروبي غير الحليفة هي قبرص ومالطا والنمسا وإيرلندا.
كذلك تشارك فنلندا والسويد والشركاء الأربعة للحلف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وهم أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية إلى جانب البوسنة والهرسك وكذلك الأردن وموريتانيا لبحث التهديدات الأمنية التي تطل من الجانب الجنوبي في القارة الإفريقية.

تعليقات

اكتب تعليقك