د.نجم عبدالكريم: هل يجوز التعامل مع أعداء الدين؟!

زاوية الكتاب

كتب د. نجم عبدالكريم 513 مشاهدات 0


علَمنا - نبي الرحمة - عليه الصلاة والسلام، أن من الجهاد في سبيل الله «كلمة حقٍّ عند سلطانٍ جائر»، ولهذا حدثنا التاريخ عن أولئك الأبطال ممن قالوا كلمتهم بفروسية وشجاعة، وبعضهم دفع حياته ثمناً.

‏واليوم سأتحدث عن واحدٍ ممن خلدهم التاريخ الإسلامي لمواقفهم البطولية في قول كلمة الحق... إنه ‏الشيخ عزالدين بن عبدالسلام، الذي رفع راية الجهاد في سبيل الله عندما وقع سلطان دمشق الصالح إسماعيل معاهدة مع الصليبيين تتيح لهم شراء السلاح من الشام، وأن يستخدموه في معاركهم العسكرية ضد البلاد الإسلامية... ففي خطبة الجمعة قال الشيخ العز بن عبدالسلام:

‏- قال ربنا جل شأنه {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فهل من إعداد القوة بيع سلاح المسلمين لأعداء الإسلام؟! 

‏أيها الناس... هل من إعداد القوة تسليم الثغور، والحصون لأعدائنا؟!

ألا أن بيع السلاح للصليبيين حرام في حرام، لا رخصة فيه ولا استثناء، وكل من يفعل ذلك أو يُعاون عليه مرتد عن دين الله.

‏‏• وهجم جند السلطان على بيت الشيخ وساقوه إلى السجن، وهو يصيح بهم:

‏- ألا إن سلطانكم هذا خائن... ألا وإن كل من يُعينه على خيانته مرتد عن الإسلام...

‏‏• ولما شاهد الناس شيخهم يساق إلى السجن، انتابتهم المخاوف من أن السلطان قد يأمر بقتله... ولكنه كان يصرخ فيهم:

‏- لا تشغلوا بالكم بأمري، فإذا قتلوني فسألقى ربي شهيداً، ويلقاه الصالح إسماعيل مرتداً، فغيروا بأيديكم ما لم أقدر على تغييره بلساني، وادفعوا هذا المُنكر من بيع السلاح إلى الأعداء، وابطشوا بمن يدخل مِنْهُم أسواقكم للابتياع، واحتسبوا عند الله أجركم.

‏‏• وتشتعل ثورة الناس التي تطالب بإطلاق سراح الشيخ... ويجتمع السلطان بأركان دولته:

‏- ماذا أفعل بهذا الشيخ؟

‏- يا مولاي اطرده من الشام.

‏- وليتنا يا مولاي نعمل على إلغاء المعاهدة مع الفرنجة.

‏- هذا ما لا أقدر عليه بعد أن صار الكثير من السلاح في حوزتهم.

‏- يا مولاي لنزعُم للشيخ وأتباعه أننا سنلغي المعاهدة.

‏‏• لكن العز بن عبدالسلام لم تنطل عليه أكذوبة إلغاء المعاهدة المزعومة، فثارت ثائرته، وحث أنصاره على التظاهر... فسيق للسجن ثانيةً مما جعل أهل دمشق يخرجون محتجين ويطالبون بإطلاق سراح شيخهم.

‏- إذاً... لابد من طرد هذا العز بن عبدالسلام من الشام كلها.

‏• وبالفعل أخرجوا الشيخ من السجن إلى خارج حدود البلاد... فاتجه إلى مصر ليغدو قاضي قضاتها... ويصنع فيها الأعاجيب التي كانت سبباً في تحديد هيمنة الفرنجة... وحيث تم القضاء النهائي على المغول الذين احتلوا العراق، وكانوا يزحفون لاحتلال المنطقة، فاندحروا في عين جالوت بفضل خطابات الشيخ عبدالسلام... الداعي إلى الجهاد في سبيل الله!

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك