استدعاء لقصيدة أبي فراس الحمداني ‏"مجاراة شعرية بين الشاعرة عنان الدجاني والشاعر فيصل العنزي"

فن وثقافة

الآن 704 مشاهدات 0


هي مجاراة "معارضة"  شعرية نابضة بالجمال  وطريفة في موضوعها بين الشاعر الكويتي فيصل سعود العنزي  والشاعرةالأردنية عنان الدجاني ، اتخذت من أجواء قصيدة أبي فراس الحمداني "أراك عصي الدمع" خط انطلاق للتعبير عما يجول في وجدان الشاعرة "المرأة" ، وما تبلور في ذهنية الشاعر ،ولكل منهما انطباعه الخاص.

جاء الضوء من الشاعرة عنان الدجاني
بعنوان "قناع الذكرى"  إذ تقول:

ظلمتَ الهوى و الظلم ضاق به الدهرُ
ففيه رست ذكرى و في كبدي جمرُ

وثــمّــة  إقـــرارٌ  بــأنــك  غـــادرٌ
وأنت الذي يا صاح (شيمتك الغدرُ)

ولستُ التي تلقي الملام على الدنى
ولكنْ ألوم النفس مذ فلّني الصبرُ

وإني بلا  التهيامِ  بت  طليقةً
فقربك قيدٌ  والوقوع  به وزرُ

فهل من أنا تدري؟  وتعلم كم صبا
لِنيل وصالي راغبٌ خانه  الظفْرُ؟

أنا في الورى بالحب أحظى لأنهُ
لديَّ جرى عذبًا بِرُشد النهى نهرُ

أنا نجمة العشاق وقتَ تسهّدٍ
وبدرٌ منيرٌ حين ينتصف الشهرُ

ومثليَ لن تلقى ولا مثل صورتي
وأدركتَ قدري عندما حصحص الأمرُ

ولما طغى منك الغرور صفعتني
وويح غرور  إن له أسلم  الفكرُ

فقمتُ لكي أسقي العزيمة من دمي
فهمّت بيَ السلوى وشُدَّ بها الظهرُ

ظننتَ النوى وحدي أذوق مراره
إذا  جدَّ في قلبي التّلوعُ و القهرُ

ولا شكّ أنّ الله بالغ أمره
وأنا سواءً بالأسى صابنا هجرُ



ويأتي الانعكاس من الشاعر فيصل العنزي بعنوان "في شعره البحر" نيابةً عن أبي فراس ومدافعاً عنه  ليقول :

نعتِّ الهوى بالظلم إذ قولك الشعرُ
أما من دليل ما ، يراد به خيرُ

ولكنّ من أضحى الكلام مقاله
كلامٌ جزافٌ  والمراد به  عذرُ

يقول على قلبٍ  جريحٍ  شغافه
لَتلوى كما قيدٍ  وأغلاله القهرُ

"أراك عصي الدمع شيمتك الصبر
أما للهوى نهي عليك ولا أمرُ "

وما العيب في بيت شجيٍ مسائلاً
سؤالاً عن الذكرى وفي شعره البحر ُ

وفي قوله نورٌ من الصدق ناطقٌ
وفاء ً وما قولي  كلام  به سحرُ

"وفيتُ وفي بعض  الوفاء مذلة
لآنسة في الحي شيمتها الغدرُ"

فيا نجمة العشاق حاشاك ذلة
وما فيك نبراس  ٌوعشاقه  كثرُ

فمن منكما يغدو على الحق صادحاً
إذا كنتِ في الدنيا ويدنو به قبرُ

عنانُ وما قولي سوى الذكر في الهوى
لعلي أناجي من يباهي به الفخرُ

بحلمي الهوى ضوءٌ من الشمس ساطعٌ
وسعدٌ و ترياقٌ يجود به الشعرُ

وإن الهوى شوقٌ به القلب نابض ٌ
ويشحذُ  أقلامًا  محابرها  التبرُ

تعليقات

اكتب تعليقك