طلال عبدالكريم العرب: أوفا ركس الملك البريطاني المسلم

زاوية الكتاب

كتب طلال عبد الكريم العرب 536 مشاهدات 0


من يصدق أن يأتي يوم يحكم فيه بريطانيا ملكٌ مسلم، وتحديدا في زمن تعصب كنسي مسيحي ضد كل ما هو مختلف عنهم، وهذا التعصب طبعا ينسحب على كل الأديان، بعضها ضد بعض، ولا يزال هناك تعتيم إعلامي كنسي على سيرته وإنجازاته.

من يصدق أن ملكا أنجلو ساكسونياً مسلماً حكم مرسيا البريطانية تسعة وثلاثين عاماً، وتحديدا من عام 757 حتى 796، وقيل إنه كان أحد أكثر ملوك الجزيرة البريطانية هيبة، ولكن الكنيسة أجبرت المؤرخين على تجاهل تاريخه والتعتيم المتعمد على إنجازاته، مما أدى الى قلة المصادر التي تتحدَّث عنه، رغم نجاحه في توحيد الممالك الأنجلوسكسونية السبع، ورغم إنعاشه الاقتصاد وبسط الأمن في مملكته. تولى الملك «أوفا» حكم مرسيا البريطانية سنة 757م وذلك بعد مقتل ابن عمه الملك «إيثلبالد»، وبعد انتصاره في حرب أهلية طويلة استمرت سبع سنوات، ثبّت فيها أحقيته في المُلك، بعدها استطاع أن يوحد الممالك السبع عسكريا ودبلوماسيا وحتى بالمصاهرة، مما مكنه، وكما أراد، من توحيد إنكلترا.

إلا أن هذا الوضع بالطبع لم يرق للفاتيكان، فأظهروا العداوة للملك «أوفا» بتحريضهم مملكة ويلز على محاربته، مما دفع «أوفا» إلى تشييد سور عظيم على الحدود بين إنكلترا وويلز، لا تزال آثاره باقية حتى اليوم، حتى أنه أصبح معلما تاريخيا وسياحيا يحمل اسم بانيه «سور أوفا». أقام الملك «أوفا» علاقات تجارية قوية مع الدولة العباسية، زادت تلك العلاقات بعد منع «شارلمان» ملك الفرنجة التجارة مع بلاده، وقد يكون هذا سبب إسلامه، إلا أن «شارلمان» سرعان ما عدل عن ذلك، لمصالح بلده، ولما وجده من عدل ملك إنكلترا في تطبيق القوانين والتزامه بالاتفاقيات والمعاهدات على عكس ما اعتاده من ملوك أوروبا.

قام الملك «أوفا ركس» بسكِّ عملة جديدة بدلاً من عملته القديمة التي تحمل صورته، وكتب عليها عبارة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» على أحد الوجهين، وعلى الوجه الآخر «محمد رسول الله»، وهو إعلان صريح عن إسلامه، ويقال إنه لا توجد من هذه العملة إلا قطعة واحدة محفوظة بالمتحف البريطاني فيها أخطاء إملائية قد تكون لجهل من سكّوها.

ويقال إن الفاتيكان ما كان ليهدأ له بال حتى يقضي على الملك «أوفا»، فتآمر مع «شارلمان» على اغتياله، فتم لهم ما أرادوا وذلك يوم الجمعة 29 من يوليو 796م، وتم توثيق سبب مقتله بالموت المفاجئ، والدلالة على صدق رواية اغتياله أنه دُفِن في مصلى صغير، وليس في كاتدرائيتهم كعادة ملوك مرسيا.

ملحوظة: منقول بتصرف بعيداً عن التشنج الديني والعنصري.

المصدر: الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك