محمد الرويحل: «صج بس مصخت!»
زاوية الكتابكتب محمد الرويحل يونيو 4, 2022, 8:18 م 448 مشاهدات 0
حالة الاستياء والتذمر العام للمواطنين ليست وليدة هذه الأيام، وليست نتيجة لمشكلة فاجأت الناس، بل هي نتيجة تراكمات ومشاكل عدة منذ سنوات، تم تجاهلها وعدم اكتراث الحكومة والمجلس لها، فازدادت وأصبحت ظاهرة عامة لدى الجميع، والمؤسف أن الساسة ما زالوا يتجاهلونها، ولسان حالهم يقول: تركنا لشعبنا يقول ما يريد، ونحن نفعل ما نريد، الأمر الذي جعل الوضع العام على حافة الانفجار.
المتابع للوضع الإقليمي والعالمي يفهم تماماً ضرورة توحيد جبهته الداخلية، ويقدر حاجته لإنهاء مشاكله مع خصومه، فالصراع السياسي وعدم الاكتراث لحاجات ومطالب الناس وتدهور الخدمات العامة جعل الاحتقان يصل إلى ذروته، بل ينذر بانفجاره في أي لحظة ودون سابق إنذار، الأمر الذي سيزيد الطينة بلة، ويدخل البلد في دوامة مجهولة النفق.
المشاكل العالقة منذ مدة طويلة دون حلول وتسببت في إحباط المواطنين زادتها المشكلة السياسية المتمثلة بعدم انعقاد المجلس، وتفعيل دوره واستقالة الحكومة وعدم تشكيل وزارة جديدة، أضف الى ذلك غلاء الأسعار المفاجئ للمواد الغذائية والاستهلاكية وإشغال المواطنين في صراعات سياسية لا تغني ولا تسمن من جوع، بل لا يمكنها أن تصنع تنمية وتطوراً وازدهاراً، وتسببت في تراجع البلد في كل الميادين دون الإحساس بالمسؤولية الوطنية. وصلنا إلى حالة حرجة وخطرة من الإحباط في كل المجالات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والمؤسف أن أعضاء الحكومة والمجلس يعلمون تماماً ما وصلنا إليه، إلا أنهم يتجاهلون ذلك ويركزون على خصوماتهم ومعاركهم السياسية، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصلح الحال دون إبعادهم عن المشهد وقيادته، بعد أن جعلوا حروبهم أهم من قسمهم، وأفضل من أداء واجبهم المنوط بهم.
يعني بالعربي المشرمح:
صج بس مصخت، ففاقد الشيء لا يعطيه، والحكومة والمجلس يفقدان القدرة على انتشال البلد من حالة الإحباط والركود الذي يعيشه، كما أنهما عاجزان عن حل المشاكل العالقة في مختلف المجالات، ولأننا، والعالم أجمع قد تجاوز كارثة كورونا، مقبلون على كارثة أخرى أغلب الحكومات والبرلمانات في العالم وضعت الحلول والخطط لتجاوزها، في حين ما زلنا نعيش صراعات هامشية وشخصية تجر البلد إلى حالة من اليأس والإحباط، فهل نتعظ ونبادر بإنهاء ما نحن عليه، أم نترك الوضع على طمام المرحوم، وننتظر المزيد من الأزمات والإحباط؟
المصدر: الجريدة
تعليقات