شملان العيسى يطالب دول الخليج باعادة النظر في سياسة التجنيس ووضع الاعتبارات الاقتصادية والعلمية محل الاهتمام

زاوية الكتاب

كتب 477 مشاهدات 0


الكفاءات العلمية..القوة الحقيقية خلال وجودي في الولايات المتحدة للعلاج في احد المستشفيات الامريكية الكبيرة، لمست ان نسبة كبيرة من الاطباء والفنيين والممرضين هم من المهاجرين الجدد من آسيا واوروبا الشرقية وخاصة من دول مثل الصين والهند والدول العربية. هذه الكفاءات العلمية جاءت إلى الولايات المتحدة بحثا عن الاستقرار والحرية والديموقراطية وفرص العمل الاقتصادية. هذه الكفاءات العلمية هي القوة والثروة الحقيقية للولايات المتحدة، والسبب الرئيسي لتقدمها في المجال الاقتصادي والعلمي وغيره، وقد ساعد تفتح وتقبل المجتمع الامريكي للقادمين الجدد على سرعة استقرارهم وانصهارهم في المجتمع. لماذا بقيت الولايات المتحدة في الصدارة رغم منافسة الاتحاد الاوروبي والصين لها؟ بالتأكيد يعود السبب إلى سياسة الانفتاح على المهاجرين الجدد تاريخيا ..حتى اصبحت امريكا بلد المهاجرين والهاربين من بلدانهم القديمة. لكن الهجرات الجديدة إلى الولايات المتحدة مميزة، لان معظم المهاجرين من العلماء هم من آسيا وتحديدا الصين والهند والدول العربية، واوروبا الشرقية، فهذه العقول الجديدة. معظمها متخصص في البرمجة ونظم المعلومات الجديدة الولايات المتحدة شعرت في السنوات الاخيرة بان هنالك منافسة قوية لها في مجال البرمجة والصناعات الالكترونية من اوروبا والدول الآسيوية، لذلك اتخذت القيادات السياسية في عهد الرئيس كلينتون سياسة فتح الباب للكفاءات العلمية الآسيوية، حتى تبقى الولايات المتحدة في الصدارة اقتصادياً، وذلك لمعرفة الولايات المتحدة بان تفوقها يعتمد على العقول والكفاءات المتوافرة لها. قوة امريكا تأتي من مقدرة شعبها على التكيف والتغير وقبول الافكار والمفاهيم وكل شيء جديد ومبتكر، لذلك لا غرابة ان نجد تعدد المطاعم والاغذية وشركات التكنولوجيا والجامعات والمستشفيات في الولايات المتحدة. لا شك ان الولايات المتحدة تواجه بعض الصعوبات والمشاكل بين فترة وأخرى، وآخر المشاكل مع المهاجرين كانت من امريكا اللاتينية، وتحديدا من العمالة الهامشية الكبيرة التي قدمت إلى الولايات المتحدة عن طريق التهريب، ويرفض افرادها دعوة الحكومة الامريكية لتسجيلهم ومنحهم امتيازات، منها التسجيل للجنسية الامريكية..هذه العمالة ترفض الجنسية لانه مما يترتب عليها دفع الضرائب. اما بعض الاقليات العربية والاسلامية فتجد صعوبة في التأقلم والانصهار في المجتمع الامريكي الجديد لكن الجميع في النهاية يتم استقطابهم في الحياة الجديدة. ما الدروس المستفادة التي يمكن الاستفادة منها في دول الخليج العربية؟ وخصوصا اننا نعاني نقصاً كبيراً في العمالة الوطنية، وتوجد لدينا اغلبية من العمالة الاجنبية تفوق عدد السكان في بعض دول الخليج العربية. فرغم مرور ما يقارب القرن على بدء التعليم في بعض الدول الخليج، الا اننا حتى الآن نعاني نقصاً في الكفاءات العلمية المطلوبة للتنمية والتطور الاقتصادي، ويعود السبب إلى عقم السياسات التعليمية وسياسات الهجرة إلى بلدان الخليج، حيث ارتكزت هذه السياسة في التجنيس على الولاء العشائري بدلا من البحث عن الكفاءات العربية والاجنبية ذات الشهادات العلمية العليا، ومن قد يثري الاقتصاد والاستقرار في البلد. هذه السياسات الخاطئة في التجنيس خلقت لدينا ازديادا في نسبة الامية، وطلبا متزايدا على العمالة الاجنبية، مما شكل عبئا كبيرا على الدولة، بدلا من ان تكون مصدر قوة. هنالك استثناء وحيد عن هذه القاعدة في دولة الامارات العربية المتحدة، وتحديدا في دبي، حيث ادركت قيادتها بان التقدم الاقتصادي والعلمي يتطلب استقطاب العقول العربية والاسيوية للعمل في دولة الامارات ومنحهم الاقامة الدائمة في حالة استثمارهم في البلد. نأمل ان تعيد دول الخليج النظر في سياسات التجنيس وتضع الاعتبارات الاقتصادية والعلمية نصب اعينها، اذا كنا حقا نريد منافسة الآخرين. د.شملان العيسى
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك