عبدالعزيز الفضلي: مسيرة الأعلام... وصواريخ القسام!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 239 مشاهدات 0


هدّدت فصائل المقاومة في غزة الاحتلال الصهيوني بالعواقب الوخيمة إن هو سمح بما يُسمّى بمسيرة الأعلام، وهي مسيرة ينطلق فيها الصهاينة عبر شوارع القدس مروراً بالبلدة القديمة إلى أن تنتهي عند حائط البراق، ليؤدوا عنده ما يُسمّى بصلاة الشكر!

وتعتبر المسيرة بالنسبة لهم بمثابة تأكيد لسيادتهم على القدس.

تمت المسيرة يوم الأحد الموافق 29-5 وغابت شمس ذلك اليوم، وانتظر الناس صواريخ القسام، ونصبت وسائل الإعلام والقنوات الفضائية كاميراتها في غزة انتظاراً لتنفيذ القسام لوعده، لكن المفاجأة أنّ شيئاً من ذلك لم يحدث، وأن الصواريخ لم تنطلق!

فما الذي حصل؟ وما الأمر الذي استجد؟ ولماذا لم تُنفّذ فصائل المقاومة وعيدها؟

من الأمور التي ينبغي ألا يتجادل فيها عاقلان، هي أن تقدير الطريقة للرد على انتهاكات الصهاينة للمسجد الأقصى، راجع في الدرجة الأولى لفصائل المقاومة، فهي التي تحدد الزمان والمكان.

فمن خلال ما لديها من معلومات، ودراستها للأوضاع المحلية والإقليمية والعالمية، وتقديرها للمكاسب والخسائر، ومن تجاربها السابقة، أصبحت تملك الخبرة التي تؤهلها لاتخاذ القرار المناسب.

لذلك يمكننا القول بأنه لا يحق لأهل الدّثور بالتنظير على أهل الثغور.

وقد قرأت بأن الصحابي أبوعبيدة قائد جيش المسلمين استشار الخليفة عمر بن الخطاب في اتخاذ قرارٍ ما في المعركة، فكان جواب عمر: أنت الشاهد وأنا الغائب، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.

لذلك آمل من كلّ مخلص ومُحِبٍ لفلسطين والقدس والأقصى، أن يُحْسِن الظّن بالمقاومة، والتي لم تخذل الشعب الفلسطيني في يوم من الأيام.

وأن تُعطى المجال لاتخاذ القرار المناسب، وأن يتم الدفاع عنها، ولا يُسمح لأحد أيّاً كان بالتطاول عليها أو الإساءة لها.

وكُلّنا أمل بالله تعالى أن تكون الحرب المقبلة هي حربُ تحريرٍ لكامل أرض فلسطين.

من الأمور التي تثير الضحك والاشمئزاز معاً، هو التناقض الذي يعيشه خصوم وأعداء المقاومة، ففي السابق كانوا يتهمون صواريخ حماس بأنها عبثية! وأنها تجلب الموت والدمار لأهل غزة، ثم هم اليوم يعيبون على المقاومة بأنها لم تُنفِّذ وعيدها ولم تُطلِق صواريخها!

في مثل هذه الظروف التي تشهدها فلسطين يستذكر الناس خطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى شيخنا الجليل أحمد القطان، رحمه الله، والذي كان صوته يصدح بالحق دفاعاً ونصرة عن المسجد الأقصى، وهم يقارنون بين مواقفه وبين موقف (شيوخ موائد السلاطين) الذين عجزت أقلامهم وألسنتهم عن نُصرة المسجد الأقصى ولو بكلمة!

المصدر: الراي

تعليقات

اكتب تعليقك